أن نتحدث عن الجسد العاصي، أو الانقلابي، أو الزاهد، أو الاندفاعي، أو الصوفي، أو المتعي، أو المحصن … الخ، يكون ذلك وارداً جداً، إنما في الحقل الأكثر وساعة، الحقل الذي ينفتح على الحدود القصوى لجغرافيته، وهو ألا يكون متخذاً لسياجات تحول دون التعارف فيما بين حدود هذه الأجساد،...
أن نتحدث عن الجسد العاصي، أو الانقلابي، أو الزاهد، أو الاندفاعي، أو الصوفي، أو المتعي، أو المحصن … الخ، يكون ذلك وارداً جداً، إنما في الحقل الأكثر وساعة، الحقل الذي ينفتح على الحدود القصوى لجغرافيته، وهو ألا يكون متخذاً لسياجات تحول دون التعارف فيما بين حدود هذه الأجساد، إن أريد للجسد أن يعرَف تمام المعرفة، وهي علة الدراسات والمناهج التي أمتعت ذواتها البحثية بما استطاعت إليه سبيلاً، ولكنه السبيل الخاص بكل منها، وليس بما يجعلها ذات تفاعلات ومتكاملة، ترى كيف يمكن الزعم بامتلاك معرفة جائزة وتنال سبق تقدم على غيرها، وهي لا تعدو أن تكون محصورة بين جدران أربعة، وتدعي أنها تتبصر العالم من حولها ؟
وليكون لعلم الجمال ذلك الحضور البليغ، على قدر مشافهة الجسد في الداخل، أي ضمناً وما يحضر ويدوّن على الورق، من أمثلة تسهم في إثراء المعنى وتوسيع حدود المبنى، حيث تراعى مستجدات الراهن، وتحديات الآتي، كما لو أننا في حضرة انعطافة جديدة صحبة عنواننا هذا، وحيث لا شيء يمنح المسار قيمته ،إلا مايخصبه حوارياً، ويسمي ثغراته، ويهذّب أفكاره، كما لو أن هذا الكتاب في أصل من أصوله الكبرى، استهلال دخول في حوار جسد مفعّم، كما هو موشى داخلنا وخارجاً بحيواته، وقد تداخل فيه الإنسي والحيواني والنباتي والجمادي باضطراد، وربما ما ينسبه إلى ما هو موسوعي في تعقّب ثرائه التاريخي !