لا شك في أن النقد النموذجي ما بعد البنيوي الأساطير السلطة سيزعم أنه يعمل بشكل مركزي مكثف على أنواع مختلفة من التضادات المزدوجة التي يفشل في تفكيكها: العقلانية والبورجوازية، الرومانسية والمحافظة، الذكورة والأنوثة، الخيال الواقعي والمتخيل، التمرد والإمتثال.ولا شك، أن في...
لا شك في أن النقد النموذجي ما بعد البنيوي الأساطير السلطة سيزعم أنه يعمل بشكل مركزي مكثف على أنواع مختلفة من التضادات المزدوجة التي يفشل في تفكيكها: العقلانية والبورجوازية، الرومانسية والمحافظة، الذكورة والأنوثة، الخيال الواقعي والمتخيل، التمرد والإمتثال.
ولا شك، أن في هذا الزعم ما يستحق التفكير، لكن هذا لا يعني أن بعض المفاهيم البنيوية لا يمكن إنقاذها من تحت الأنقاض الفلسفية ووضعها في الإستخدام.
حقيقة الأمر هي أنني أريد الآن لو أكون تعددياً فيما يخص مسألة المنهج الماركسي النقدي، أكثر مما ربما كنته أثناء كتابة هذا الكتاب، فعندما تنحرف الماركسية عن التعددية تبدو لي على الجانب الآخر من قضية أهدافها السياسية: لا يمكن أن توجد أية حلول وسط في نهاية المطاف بين دعم النظام الإجتماعي الحاكم والإلتزام بتلك القوى التي تسعى إلى تقويضه، كما أن فكرة (حل وسط) بين ذهين الخيارين تصدمني بإعتبارها وهماً أيديولوجيا.
لكن تعزيز هذه الأهداف يمكن أن ينطوي على مجموعة واسعة من الإستراتيجيات النظرية والسياسية، التي ينبغي تقييم صلاحيتها، ليس على أساس مطلق ولازم، بل في ضوء ما قد تحققه، وهذا هو ما يميّز التعددية المنهجية الضرورية عن الليبرالية أو الإنتقائية البسيطة.
تبدو لي مكونات هذا الكتاب (البنيوية) تخدم هدفها بشكل جيد، حتى لو كانت البنيوية كأيديولوجية كاملة معادية للفكر المادي والتاريخي.