يميّز يونغ بين الوظيفة "الإستقبالية" للأحلام ووظيفتها "التعويضية"، والتعويض نوعان، سلبي وإيجابي، إذ يفترض يونغ وجود نظام ضبط ذاتي في النفس، يقوم بتعديل آني لأحادية الجانب أو تسوية للتوازن المختلّ.وكثيراً ما كان يونغ يُسأل: "إذا كانت الأحلام تعوّض كل هذه التعويضات، فلماذا لا...
يميّز يونغ بين الوظيفة "الإستقبالية" للأحلام ووظيفتها "التعويضية"، والتعويض نوعان، سلبي وإيجابي، إذ يفترض يونغ وجود نظام ضبط ذاتي في النفس، يقوم بتعديل آني لأحادية الجانب أو تسوية للتوازن المختلّ.
وكثيراً ما كان يونغ يُسأل: "إذا كانت الأحلام تعوّض كل هذه التعويضات، فلماذا لا تكون مفهومة؟" والجواب الذي يقدّمه في هذا الكتاب هو: "إن الحلم حادث طبيعي، ولا تُظهر الطبيعة ميلاً إلى تقديم ثمارها مجاناً أو رفقاً للتوقّعات الإنسانية".
أما الوظيفة الإستقبالية للأحلام، كما يقول يونغ، "فهي إستباق باللاشعور للمنجزات الشعورية المقبلة، شيء من قبيل التمرين الأوّلي أو الرسم التخطيطي أو الخطة المرسومة تقريبياً ومسبّقاً... إن الوظيفة الإستقبالية للأحلام تفوق في بعض الأحيان كثيراً تلك الإتّحادات الوظيفية التي نتنبأ بها شعورياً".
وعموماً، فإن كتاب "الأحلام" هذا، هو دعوة إلى فهم أحلامنا، وسبر لاشعورنا، ومن ثم عملية الإستيعاب المتبادل بين الشعور واللاشعور، ولا يعني "الإستيعاب" عند يونغ سيطرة الشعور على اللاشعور، ومن ثم تقليصه وتشويهه، بل النفاذ المتبادل بين كليهما.
فالوعي وعي شعوري ولا شعوري، وبتوحيد الشعور مع اللاشعور تتحقّق "الذات"، ويتحقّق التفرد، الذي هو أهم هدف للتحليل النفسي عند يونغ.