رغم مرور سنوات كثيرة على نشرها، فإن دراسة فيليب هامون المتعلقة بالوضع السميولوجي للشخصية الروائية لم تفقد أهميتها وما زالت، لمن يقرأها اليوم، تتسم بالنضج والعمق والرونق والحيوية.إن التقسيمات التي تشتمل عليها تخاطب العقل والخيال في آن واحد، ذلك أن هامون يسعى إلى حصر كل...
رغم مرور سنوات كثيرة على نشرها، فإن دراسة فيليب هامون المتعلقة بالوضع السميولوجي للشخصية الروائية لم تفقد أهميتها وما زالت، لمن يقرأها اليوم، تتسم بالنضج والعمق والرونق والحيوية. إن التقسيمات التي تشتمل عليها تخاطب العقل والخيال في آن واحد، ذلك أن هامون يسعى إلى حصر كل الإمكانيات المرتبطة بصفة أو بأخرى بالشخصية، الإمكانيات التي تم توظيفها في النصوص السردية والإمكانيات التي لم توظف بعد لا يستساغ توظيفها. ونظراً لتشعب مقولة الشخصية، فإن هامون يتطرق إلى المستويات المتعددة التي تنطلق منها أصناف الخطاب النقدي، ذلك أن الشخصية لا تهم فقط الدارس البنيوي، وإنما أيضاً الباحث الذي يُعنى بالمستوى النفسي وبالمستوى السوسيولوجي للشخصية. يستقي هامون أمثلته من الأدب الفرنسي ومن الأدب الأوروبي بصفة عامة، ولكن بوسع القارئ أن يجد أمثلة مشابهة في الأدب العربي، بل قد تكون قراءة هامون حافزاً على دراسة جوانب مهمة وغامضة في الأدب العربي، كالتراجم والأمثال والأحاجي بل والشعر، مع العلم أن صفات الشخصية تختلف حسب النوع الأدبي وحسب الفترة التاريخية. عبد الفتاح كيليطو