نقدم لقراء العربية واحداً من أهم الكتب التي تناولت الظاهرة الإشهارية في نهاية القرن الماضي من حيث تاريخها وتقنياتها ووظائفها.ليس الإشهار حكماً قيمياً ثابتاً منحازاً إلى موقف دون سواه، إنه كل هذه المواقف مجتمعة ومنفصلة، إنه محافظ وطلائعي، رجعي وتقدمي، مرتبط حد الجنون بروح...
نقدم لقراء العربية واحداً من أهم الكتب التي تناولت الظاهرة الإشهارية في نهاية القرن الماضي من حيث تاريخها وتقنياتها ووظائفها.
ليس الإشهار حكماً قيمياً ثابتاً منحازاً إلى موقف دون سواه، إنه كل هذه المواقف مجتمعة ومنفصلة، إنه محافظ وطلائعي، رجعي وتقدمي، مرتبط حد الجنون بروح العصر، ولكنه يستند دون خجل إلى المسكوكات، ويقتات من الأحكام القديمة في الأخلاق والسلوك والتعاطي مع المحيط وأشيائه، والإشهار، في كل صيغه وأشكاله لا يكتفي بالبيع، إنه يعلم الصغار والكبار، على حد سواء، كيف ينتمون إلى ثقافة بعينها، وكيف يعيشون ضمن نموذج إقتصادي بعينه، وكيف يُصَرِّفون إيديولوجية البيع والشراء ضمن جزئيات حياتهم.
ومن هذه الزاوية يقدم هذا الكتاب معرفة ثمينة لكل المشتغلين بميدان التواصل الإشهاري، من مهنيين وطلبة وباحثين، فهو لا يمدح الإشهار ولا يذمه، فهذه مواقف لا قيمة لها في عمليات التحليل؛ إذ اصبح الإشهار حقيقة إجتماعية وثقافية قبل أن يكون آلية إقتصادية تدفع إلى البيع.
ومؤلف هذا الكتاب يعلن، من موقع الفاعل المهني، أن الإشهار جزء من الفضاء الإجتماعي وجزء من الفضاء الجغرافي، وجزء من وجدان كل المواطنين في كل البلدان، إن آليات لا تقتصر على البيع، إنها خالقة لثقافة تشمل كل سلوك الإنسان في الحب والكراهية والزواج والعشق وتقديم الهدايا.