كانت نوافذ البيوت والقصور وكثير من الأبنية لا تزال تشع منها أضواءٌ باهرة في الشرفات والحدائق كانت لا تزال تتعالى همسات رجال ونساء. من الواضح أنهم كانوا يلعبون لعبة البوكر أو الطاولة أو البيزيك ما عليهم!... فليلعبوا طالما لا يؤذون أحداً. لقد عملوا وملكوا هذه...
كانت نوافذ البيوت والقصور وكثير من الأبنية لا تزال تشع منها أضواءٌ باهرة في الشرفات والحدائق كانت لا تزال تتعالى همسات رجال ونساء.
من الواضح أنهم كانوا يلعبون لعبة البوكر أو الطاولة أو البيزيك ما عليهم!... فليلعبوا طالما لا يؤذون أحداً.
لقد عملوا وملكوا هذه القصور والأبنية بعرق جبينهم، الله سبحان وتعالى يسبغ نعمه على كلّ من يكدح ويعمل، ما أولئك الذين نفخ في وجوهم غاضباً قبل قليل، والذين يقطنون بيوتاً ممدة على جنبها أو متربعة أو جاثية أو مسرعة إلى الإستناد على متكأ حين تداعت للسقوط، فإنهم لو عملوا لكان الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليهم كغيرهم من العباد إلا أنهم كسالى خاملون عاجزون.
تحسّس مرتضى ياقته دون سبب، وسوّى سترته بأن سحبها يميناً وشمالاً، ودخل إلى الشارع الإسفلتي الذي ينبسط بين بيوت العباد الذين أكرمهم الله تعالى بنعمه، كانوا أسراً راقية، لا يملك إعتراضاً عليهم، وكان بوسعهم أن يسهروا حتى يسفر الصبح، أو يلعبوا، أو يعزفوا.
فلم تكن تشغلهم لقمة العيش، كما أنهم يعرفون ربهم ونبيهم، فهم عباد الله تعالى المخلصين، ولو كان أولئك المواطنون الشريرون الذين يقبعون في الشوارع الداخلية، أحبّاءَ الله عزّ وجلّ، لكانوا الآن يتقلبون في صنوف النعيم كما ينقلب أحبّاء الله تعالى هؤلاء في قصور باذخة وأبنية فارهة!...