يتوزع أراتَ شعوران: إثم وشفقة، فينهض واقفاً حذاء ركن الطاولة، ليقول: "أنا الآثم الحقيقي، لولا أني أحببتها، واعترضت سبيلها، لما عانت ما تعاني، أو على الأقل لكانت أخف وطأة". يحيرَ هذا الكلام أميدا التي لا تدري ما تقول، فيوقدان سيجارتين، ويتطلعان إلى بعضهما إلى أن تعاود...
يتوزع أراتَ شعوران: إثم وشفقة، فينهض واقفاً حذاء ركن الطاولة، ليقول: "أنا الآثم الحقيقي، لولا أني أحببتها، واعترضت سبيلها، لما عانت ما تعاني، أو على الأقل لكانت أخف وطأة".
يحيرَ هذا الكلام أميدا التي لا تدري ما تقول، فيوقدان سيجارتين، ويتطلعان إلى بعضهما إلى أن تعاود أميدا حديثها:
- "كان بإمكاني أن أقتله، لكني لم أفعل ذلك، بل فعلت شيئاً آخر، أخبرته أنني سأخونه فجُنَّ جنونه وإزداد هياجاً، فانهال عليَّ ضرباً وشتماً بكل ما أوتي من قوة، حتى خارت قواه، كان يصرخ كالثور الهائج، ليس بمقدورك أن تخونيني، كان يتهددني بحبسي في المنزل، وحجز هاتفي، وأنه لن يسمح لي بارتياد السوق إلا بإذنه، وأنه سيمنعني من العمل في مركز الإتحاد النسائي، وسيكلف عيونا من قبله لمراقبتي...
قائمة طويلة من الممنوعات والمحظورات، أفاق الأطفال على صراخي، ولاذوا بي صارخين، كان زوجي ثملا، فأصيب بالإرهاق، وانسلّ خارجاً...".