إبراهيم محمود، صاحب الدراسات المعمقة في السرديات والجسد والمحرمات، يقدم في هذا الكتاب المثير مغامرتين: الأولى هي مغامرة الكاتبة في إعتدادها المشروع واللافت بكينونتها وهم في حمى كتابة تحمل اسمها، مع ما يلوّن أسلوبها من مشاعر دعم حماسية لما حققته في منجزها الأدبي،...
إبراهيم محمود، صاحب الدراسات المعمقة في السرديات والجسد والمحرمات، يقدم في هذا الكتاب المثير مغامرتين: الأولى هي مغامرة الكاتبة في إعتدادها المشروع واللافت بكينونتها وهم في حمى كتابة تحمل اسمها، مع ما يلوّن أسلوبها من مشاعر دعم حماسية لما حققته في منجزها الأدبي، ويقينها بأنها تتنفس هواء الطبيعة النقي. والمغامرة الثانية هي مغامرة الباحث، والتي تحاول حبسَّ نبض الكتابة في نصوصها الروائية المختارة، وتقليبها على وجوهها، والقول بأن المقدَّم لا يزال مشدوداً إلى عالم الكتابة الشهريارية، وأن ما يحتفى به باسمها، واعتبارها كتابة امرأة، ليس أكثر من حيلة، من مكر السليل الشهرياري، وكأنه يعيد لعبة سلفه التليدة، لتستأنف شهرزاده المعاصرة حكايات من نوع آخر، باسم الرواية في بنية اللغة، والتعبير، وتوليف الأحداث، وتسمية العلاقات العامة داخل عالمها الروائي، ولعلها حالة ما بعد السردية الشهرزادية في تنويع متعة الرجل، والكاتبة مغتبطة فيما تعيشه في وسطها. إنها أحبولة شهرزادية مجدداً، لا يُعرّف إلى متى توضع نهاية لمأساتها التي تحمل توقيعها وبرغبتها مع الأسف. إنها أحبولة شهريار في خبراته الزمنية المديدة وهو يطلق سراح شهرزاد، زاعماً أنه يحميها من الإنقراض بينما تتحرك في محميته، أي وهي في المرمى المفتوح لجملة رغباته المتنوعة، بقدر ما تمثل مادة حية ومسيَّسة واقعاً، لقانونه الذكوريّ الطابع، رغم اعتباره القانون المدني العام!...