ربما تكون لحساسية الغزل العذري - بوصفه المادة الأساسية في عملية الرصد البحثي هنا - فاعلية نوعية في التوجه الى منطقة الصورة الشعرية، فالشاعر العاشق في غزله العذري شاعر تشكيلي يسعى الى استدراج الطبيعة وغزوها صورياً من أجل تحفيزها على الاستجابة لنوعه العشقي، حيث تتفاعل الحواس...
ربما تكون لحساسية الغزل العذري - بوصفه المادة الأساسية في عملية الرصد البحثي هنا - فاعلية نوعية في التوجه الى منطقة الصورة الشعرية، فالشاعر العاشق في غزله العذري شاعر تشكيلي يسعى الى استدراج الطبيعة وغزوها صورياً من أجل تحفيزها على الاستجابة لنوعه العشقي، حيث تتفاعل الحواس مع فنون البلاغة، وينفتح على إمكانات جديدة. لقد سعت هذه الدراسة المهمة الى مقاربة الأسئلة الشعرية المقترحة من خلال استخدام مهادات نظرية احتشدت بدقة ووضوح ومهارة في سياق منهجي منتظم، يمكنها أن تسعف آلة التحليل والتأويل والقراءة للوصول الى قناعات تندرج في إطار مشروعها الأكاديمي الذي تبنته، وكانت الذائقة النقدية في تلمس جوهر الحساسية العذرية في النصوص على أساس تمثيلها صورياً، حاضرة في مشهد القراءة، على النحو الذي يدفعنا الى القول بان هذا الكتاب استطاع المزاوجة بين متطلبات الشرط الأكاديمي في الدراسة من جهة، ومتطلبات القراءة النقدية الساعية الى بلوغ الطبقات العميقة للنصوص من جهة أخرى، على النحو الذي ترتفع به الى صحة الانتخاب والتحديد والبحث والكشف، عبر ممارسة واعية فرضت أنموذجها وحققت شخصيتها.