شاطئ ما في الشتاء. رجل وإمرأة هي ترسو بالألوان المائية، تقول: إنها تدعى بيسان وهو يدعي أن اسمه كولتران ويقوم بتفتيش الاستحكامات.خلال أمسية وليلة، لتبادل الأحاديث، وشرب الفودكا، وتبادل الحب، فتسقط الأقنعة شيئاً فشيئاً، وتنبثق الطفولة . فالرجل كان قد عاش قبلاً قرب هذا...
شاطئ ما في الشتاء. رجل وإمرأة هي ترسو بالألوان المائية، تقول: إنها تدعى بيسان وهو يدعي أن اسمه كولتران ويقوم بتفتيش الاستحكامات.
خلال أمسية وليلة، لتبادل الأحاديث، وشرب الفودكا، وتبادل الحب، فتسقط الأقنعة شيئاً فشيئاً، وتنبثق الطفولة . فالرجل كان قد عاش قبلاً قرب هذا الشاطئ، حتى عمر التاسعة، بين الأعاجيب والكوابيس، أثناء وقوع حرب الجزائر.
التاريخ ،والطفولة، والماضي، والموتى ، والتشرد، مشاهد تتتالى باقتضاب، عبر حوار داخلي متوتر، ومقتضب، بين الأكذوبة والحقيقة، يكشف لنا الراوئي صاحب رواية الجاذبية الكونية شيئاً فشيئاً أسرار هاتين الحياتين، على امتداد الرواية، بطريقة غير مبالية ومحكمة السبك في الآن نفسه، وهذا ما حياه عليه إجماع النقاد.
يقودنا جيرار موردياً، منذ عمله الروائي الأول، ومن غير توقف إلى زمن الطفولة. ليس إلى تلك الطفولة المزخرفة، والثغور الحريرية الناعمة، والأحذية الملمعة بالورنيش، بل إلى تلك الأكثر خشونة؛ لتدرجات الحياة.