الانزياح هو خروج التعبير عن المألوف في التركيب والصياغة والصورة الفنية، ولكنه خروج إبداعي جمالي، يهدم لكي يبني، بطريقة يصعب ضبطها، طريقة هاربة دوماً.هكذا يعرّف الدكتور أحمد مبارك الخطيب الانزياح، قبل أن يشرع في دراسة الانزياح الشعري في التراث النقدي العربي، بدءاً من...
الانزياح هو خروج التعبير عن المألوف في التركيب والصياغة والصورة الفنية، ولكنه خروج إبداعي جمالي، يهدم لكي يبني، بطريقة يصعب ضبطها، طريقة هاربة دوماً. هكذا يعرّف الدكتور أحمد مبارك الخطيب الانزياح، قبل أن يشرع في دراسة الانزياح الشعري في التراث النقدي العربي، بدءاً من تفريق النقاد بين اللغة الشعرية واللغة العادية، ودور الفصاحة في تأصيل المفهوم، وعلاقته مع الخطابة، ومع الضرورة الشعرية، وبوادر الشقاق بين الشعراء والنحاة. وبهذا، وبما بلغه النقد الحديث في نظرية الانزياح، يقبل المؤلف على الانزياح الشعري عند أبي الطيب المتنبي، مراهناً على ما لنظرية الانزياح من أهلية لدراسة شخصية المتنبي ذات الأبعاد النفسية الثرية (الصراع من الزمن مثلاً، الثأر الغامض، المرأة، النسب ، الموت...) ولدراسة شعره، بعد هذا المهاد حيث أقبل المؤلف على دراسة الانزياح الصوتي في شعر المتنبي - بالغموض النسبي لبعض عناصره الرمزية – فالانزياح الدلالي، وأخيراً: الانزياح التركيبي. لقد توفر لشعر المتنبي من الدراسات ما بدا معه أن لا زيادة لمستزيد، بيد أن الدكتور أحمد مبارك الخطيب أثار من الأسئلة الجديدة في هذا الكتاب ما يضاعف من أهميته التي تتعزز أيضاً بالمنهجية الدقيقة، وبالبصيرة العميقة، والأفق الرحب، والخبرة بالمادة الخصيبة، إن في التراث النقدي أو في إبداع المتنبي وحياته، أو في النظريات النقدية الحديثة.