كانت مناهضة الفكر الصوفي غاية كبرى للعاذل الديني مجسداً في السلطة الدينية التقليدية. كما كانت مناهضة الفكر العرفاني غاية كبرى للعادل المعرفي مجسداً في الفكر الفلسفي البرهاني، فكيف تبنين ذلك في الشعر الصوفي؟ ما العلاقات التي أسسها؟ وما الدلالات التي حملها؟بالتحليل الصافي...
كانت مناهضة الفكر الصوفي غاية كبرى للعاذل الديني مجسداً في السلطة الدينية التقليدية. كما كانت مناهضة الفكر العرفاني غاية كبرى للعادل المعرفي مجسداً في الفكر الفلسفي البرهاني، فكيف تبنين ذلك في الشعر الصوفي؟ ما العلاقات التي أسسها؟ وما الدلالات التي حملها؟ بالتحليل الصافي المعمق يشغل عباس الحداد تلك الأسئلة في شعر ابن الفارض ونجم الدين بن سوار وعفيف الدين التلمساني وأبي الحسن الششتري. وقد حاور المؤلف من سبقوا إلى درس العدل في الشعر بعامة أو إلى درس الشعر الصوفي بخاصة، وعاد إلى مصادر مخطوطة وأخرى مطبوعة نادرة، سعياً إلى كشف العلاقة بين المفاهيم المعرفية الصوفية والتجربة الشعرية. كما شغل المؤلف منجزات اللسانية النصية مفاهيم نظرية التلقي، فكانت بذلك وبسواه مما ينطوي عليه هذا الكتاب، إضافة بالغة التميز تتوجت باقتراح وتحفيز آفاق جديدة للكشف عن خصائص الشعرية العربية بعامة، والشعرية الصوفية بخاصة. وهذا تأكد بجلاء وقوة أيضاً في كتاب آخر لعباس الحداد هو (الأنا في الشعر الصوفي -ابن الفارض أنموذجاً).