"أحاط بتاريخ الدعوة الإسماعيلية كثير من الغموض والسرّيّة، ربما كانت مطلوبة في وقتها، ولكنها ساعدت على تكوّن هالة من الخرافات والتشويه حولها. فلم تكن أفكارها وعقائدها معروفة لغير قلة من أتباعها، لأنها دعوة باطنية تأويلية، معظم نصوصها الفكرية مقدّسة لا يسمح بإطلاع العامة...
"أحاط بتاريخ الدعوة الإسماعيلية كثير من الغموض والسرّيّة، ربما كانت مطلوبة في وقتها، ولكنها ساعدت على تكوّن هالة من الخرافات والتشويه حولها. فلم تكن أفكارها وعقائدها معروفة لغير قلة من أتباعها، لأنها دعوة باطنية تأويلية، معظم نصوصها الفكرية مقدّسة لا يسمح بإطلاع العامة عليها. إضافة إلى السرّيّة التي أحاط بها الإسماعيليون أنفسهم نتيجة الاضطهاد العباسي ممّا شكَّل هوة فصلت بينهم وبين جمهور الأمّة، وكانوا كلما اشتدوا بالتكتم اشتد بُعدهم عن محيطهم. والآن وبعد أن تخلّص الإسماعيليون من عهد التقية والتستر بدأوا بخطى ثابتة بنشر تراثهم الديني ليكون في متناول الجميع بدون أي خوف عليه أو خوف منه. وهنا نضع في متناول القارئ بعض النصوص الدينية الإسماعيلية التي كانت في يوم ما في منتهى السرّيّة لأنها تعدّ في منتهى القداسة، وقد تمّ اختيارها بعناية لتكون شاملة لمعظم مناحي التراث الفكريّ الإسماعيلي، وأفضل ما يعطي صورة حقيقيّة عنه."