تُقِرّ معظم الدراسات المقارنة بوحدة قيم وأهداف الأديان، فجميعها ترجو خير الإنسان، وراحة نفسه، ومع اختلافها، فمعظمها واحد بالجوهر الذي هو الإيمان بوجود خالق أعظم، ومن هذه الديانات، وربما أقدمها "المندائية" التي لم تخرج بشيء عن عالم الأديان السماوية، بل تمثل حالة فريدة من...
تُقِرّ معظم الدراسات المقارنة بوحدة قيم وأهداف الأديان، فجميعها ترجو خير الإنسان، وراحة نفسه، ومع اختلافها، فمعظمها واحد بالجوهر الذي هو الإيمان بوجود خالق أعظم، ومن هذه الديانات، وربما أقدمها "المندائية" التي لم تخرج بشيء عن عالم الأديان السماوية، بل تمثل حالة فريدة من التقارب معها، تأتي هذه الدراسة، من وجهة نظر علمية موضوعية وغير تقليدية، لتقرير وضع المندائية بين الأديان الشرق أوسطية، بشكل عام، والسماوية، بشكل خاص، ولتبيّن مدى تقاربها في التشريعات والفروض والأحكام. فالمندائية ديانة موحِّدة، بالتأكيد، تعتقد بأنها على ملّة آدم، وأن يحيى نبيّها، وأن كتابها يضمّها إلى ديانات أهل الكتاب. وهي بمثابة دعوة لقراءة "كنزا ربّا"، فهو أثر ديني إنساني، بغاية الشفافية، يخاطب النفس البشرية، ويروي قصتها، ويتيح الفرصة للمهتمين، لقراءته، والتمعّن بروحانيات أقدم تراث، يتبع الآباء الأولين للبشرية، ويعطينا فكرة عن أقدم أنماط التفكير الديني.