كانت الهند تشكّل حاضنة أفكار وفلسفات حتّى عُدّت مَعلماً بارزاً للحياة الروحية في العالم القديم، وذلك لدخولها أعماقاً غير مسبوقة في مكنونات الروح البشرية، ممّا حوّلها إلى مرجل عظيم، اختمرت فيه مختلف أنواع الأفكار الغيبية الإلهية، فصدر عنها مجموعة ديانات، امتازت بغناها...
كانت الهند تشكّل حاضنة أفكار وفلسفات حتّى عُدّت مَعلماً بارزاً للحياة الروحية في العالم القديم، وذلك لدخولها أعماقاً غير مسبوقة في مكنونات الروح البشرية، ممّا حوّلها إلى مرجل عظيم، اختمرت فيه مختلف أنواع الأفكار الغيبية الإلهية، فصدر عنها مجموعة ديانات، امتازت بغناها بالشفافية والتسامح والسلام، وبتنوّع كبير في تراثها، فمن تعدّد هائل للآلهة، والمبالغة في تقديسها وعباداتها، إلى حدّ الإلحاد، وإنكارها جميعاً، مروراً بالتوحيد والتثليث. وأمامنا الآن التجربة الدِّيُنية الهندوسية، من خلال كتابها المقدّس "فيدا" الذي يعدّه الهندوس مصدر عقائدهم الدِّيْنية، وهو ليس أقدم شكل من أشكال الأدب السنسكريتي فقط، بل هو أقدم نصّ ديني متكامل في العالم. ومن خلال "فيدا" سنتعرّف إلى ثقافات الهند، وأفكارها، وتطور آدابها، وعلى معتقداتهم الدِّيْنية، وتصوّرهم للإله، ونظرية حلوله في كل ما خلق، أو وحدة الوجود، وفلسفة الإشراق "النيرفانا" وتكرّر الولادات، ونظام إنتقال الروح بالتقمّص، وعبادة اليوغا التي تهدف لتسهيل خلاص الروح من الجسد، وسنلاحظ كم هو مجحف التقسيم الطبقي للمجتمع الهندوسي الفرد من نوعه في العالم.