-
/ عربي / USD
في مرحلة عاصفة من مراحل التاريخ العالمي، حيث هاجمت أوروبا بكل قواها البشرية والمادية أرض الشام لاحتلالها وإقامة دولة لاتينية مسيحية فيها، وفي الوقت نفسه تقريباً هبت عاصفة التتار التي لم تبق ولم تذر، واكتسحت الشرق الإسلامي وصولاً إلى بلاد الشام، وكما تلاشى الحلم الأوروبي في حطين تلاشى مد التتار في عين جالوت.
فكيف كانت العلاقات بين الدول في عصر تلك الأحداث الجسام التي شملت عالم ذلك الزمان برمته؟ من خلال حروب عالمية وعلاقات دبلوماسية امتدت عبر قارات العالم القديم كلها. هذا السؤال الكبير والمعقد والمحير يجيب عنه الكتاب الذي بين أيدينا، فهو يرصد العلاقات الدولية، في أهم أشكالها السياسية والعسكرية، والتي جرت بين معظم دول ذلك العصر وبين الدولة الأيوبية التي كانت تشكل نقطة المركز في العلاقات الدولية، لأنها تقوم على أرض تصطرع عليها القوى العالمية الكبرى.
يستعرض الكتاب علاقات دول وشعوب وقوى عسكرية وسياسية متعددة ومختلفة، منها بعض القوى الداخلية، مثل: قبائل البدو وبعض الوزراء والقادة المتنفذين، وكثير من الدول الكبرى والصغرى، مثل: إمبراطورية التتار وسلطنة الخوارزمية، وسلطنة سلاجقة الروم، ودول الأتابكة وإمارات الأراتقة، وإمارات أشراف الحجاز، وفرقة الإسماعيلية، وسلطنة المماليك، وإمارة الموحدين، والإمبراطورية البيزنطية، ومملكة أرمينيا، ومملكة جورجيا، وبلاد النوبة، ومملكة القدس الفرنجية وإماراتها في أنطاكية وطرابلس، والدولة البابوية، والجمهوريات الإيطالية: البندقية وجنوى وبيزا، والإمبراطورية الجرمانية، ومملكة فرنسا، ودوقية النمسا، ومملكة إنكلترا، ومملكة هنغاريا، وشعب الفلمنك.
بعد كل ذلك نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام الواقع السياسي والعمل الدبلوماسي لدول تعيش في عصر لم يكن يعرف إلا الحديد والنار لحل مشكلاته أو تحقيق أطماعه، فكانت الحلول العسكرية هي كل ما يخطر على البال، مع أنه لم نعدم، حتى في ذلك العصر، من يمد يده عبر حدود الأديان والأوطان ليطلب العيش بسلام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد