شهدت مملكة غرناطة Granada منذ نشأتها حتى سقوطها في أيدي النصارى الإسبان، وهي الفترة ما بين عامي (629-897هـ / 1232- 1492م) العديد من الأحداث السياسية التي أنتجت مزيجاً من العلاقات السياسية والحضارية بين مملكة غرناطة وجيرانها، سواء النصارى الإسبان منهم أو إخوانهم المسلمون في العدوة المغربية، فعلى الرغم من تعدد الدراسات التي قدمت في هذا المجال، فإن هذا التشعب في العلاقات السياسية والحضارية يعد بيئة خصبة تستوعب المزيد والمزيد من هذه الدراسات. وقد تناولت هذا البحث، وعنوانه (العلاقات بين مملكة غرناطة الإسلامية والممالك الإسبانية المسيحية ودول المغرب منذ نشأتها وحتى سقوطها في أيدي المسيحيين الإسبان (629-897هـ / 1232-1492م) مشاركةً مني في دراسة تلك العلاقات السياسية والحضارية بين مملكة غرناطة ومملكتي قشتالة Castilla وأراجون Aragon، من ناحية، ومن ناحية أخرى دراسة هذه العلاقات بين مملكة غرناطة ودول المغرب الإسلامي المتمثلة في تلك الفترة في الدولة المرينية بالمغرب الأقصى والدولة الزيانية في المغرب الأوسط والدولة الحفصية في المغرب الأدنى، داعية الله عز وجل أن أكون قد قدمت دراسة مفيدة ونافعة في هذا المجال.