يقدم الكتاب رواية مؤلف مسيحي واسع الثقافة متنور، ذكر فيها وجهة نظره المسيحية فيما يتعلق بتاريخ سوريا، ومع أنه كان يكتب وفق ما يملك من معلومات أتاحها له الوسط الثقافي والديني الذي كان يعيشه فقد حاول جاهداً أن تكون روايته موضوعية ومتوازنة بحيث اعتمد على مصادر مهمة لرواد...
يقدم الكتاب رواية مؤلف مسيحي واسع الثقافة متنور، ذكر فيها وجهة نظره المسيحية فيما يتعلق بتاريخ سوريا، ومع أنه كان يكتب وفق ما يملك من معلومات أتاحها له الوسط الثقافي والديني الذي كان يعيشه فقد حاول جاهداً أن تكون روايته موضوعية ومتوازنة بحيث اعتمد على مصادر مهمة لرواد قدماء يونانيين ورومان، وكذلك على مؤرخين مسلمين، وعلماء أوربيين معاصرين له. تضمن الكتاب فكرة شاملة عن تطور أحداث التاريخ منذ أقدم الأزمنة لما كان يُعرف في عصر المؤلف بسوريا، وهي سوريا الكبرى أو سوريا الطبيعية. وربما كانت طريقة التفكير التي يتيحها الاطلاع على هذا الكتاب من أهم ما في الكتاب، وهي طريقة تفكير مختلفة جذرياً عمّا نعيشه اليوم. كما يطلعنا الكاتب على المعلومات التاريخية التي كانت سائدة في أواخر القرن التاسع عشر، كما أنه يتعرض لتفاصيل جميلة نجدها مهملة في معظم التواريخ، ولا يخفي اهتمامه بالجغرافيا فيتحدث مطولاً عن طبيعة سوريا وعن الوصف الجغرافي لبلدانها في زمانه.