"في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945, طرأت تغيرات كثيرة مؤثرة في الوضع الدولي العام, حملت طابعاً أيديولوجياً تمثَّل بانقسام العالم إلى معسكرين؛ رأسماليٌّ تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية, وشيوعيٌّ تزعمه الاتحاد السوفيتي, وتبعاً لهذه الثنائية ارتسمت الخطوط...
"في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945, طرأت تغيرات كثيرة مؤثرة في الوضع الدولي العام, حملت طابعاً أيديولوجياً تمثَّل بانقسام العالم إلى معسكرين؛ رأسماليٌّ تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية, وشيوعيٌّ تزعمه الاتحاد السوفيتي, وتبعاً لهذه الثنائية ارتسمت الخطوط الأساسية لميزان القوى العالمي. وعلى ضوء هذه المفاهيم الجديدة حددت فرنسا سياستها ذات الطابع الاستعماري، والرافضة التخلي عن إرثها ونفوذها الاستعماري في العالم, وكان الشرق الأوسط أحد أهم مناطق نفوذها, وقد أدى هذا الوضع إلى تداخل مناطق النفوذ الفرنسي مع مناطق النفوذ والسيطرة البريطانية، ونجم عن ذلك تنافس حادّ فيما بينهما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اتسم بطابع خفيّ ومتستر، لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً كبيراً في تأجيجه, وغرضها من ذلك إضعاف حليفتيها من أجل الحلول محلّ نفوذيهما في المنطقة.
ومع تنامي حركة المقاومة العربية الرافضة للاستعمار الفرنسي, أذعنت فرنسا لضرورة منح الدول العربية استقلالها, فاستقلت كلّ من سورية ولبنان في عام 1946, ولم يعد تحت سيطرتها سوى ما تبقى لها من نفوذ في المغرب العربي."