احتلت العبادات والطقوس الدينية المختلفة مكاناً بارزاً ومؤثراً في حياة الأمم القديمة، مما انعكس ذلك إيجابا على سيرتها الحضارية، فعدّ العامل الديني من أقوى العوامل التي ساهمت في تحديد الأطر العامة للعادات والتقاليد والأعراف والقوانين كما أن له أثره إجمالا في صيانة أسس...
احتلت العبادات والطقوس الدينية المختلفة مكاناً بارزاً ومؤثراً في حياة الأمم القديمة، مما انعكس ذلك إيجابا على سيرتها الحضارية، فعدّ العامل الديني من أقوى العوامل التي ساهمت في تحديد الأطر العامة للعادات والتقاليد والأعراف والقوانين كما أن له أثره إجمالا في صيانة أسس الحياة. إن الإنسان القديم قد عرف العقيدة الدينية منذ أن وطئت قدماه الأرض، ووضع العلماء للمقابلة بين الأديان ثلاثة أطوار مدت بها الأمم البدائية في اعتقادها بالآلهة والأرباب هي: 1-دور التعدد. 2-دور التمييز والترجيح. 3-دور الوجدانية. وجاء في معجم لا روس للقرن العشرين: "أن الغريزة الدينية مشتركة بين الأخباس البشرية حتى أشدها هجية وأقربها إلى الحياة البدائية.. وإن الاهتمام بالمعنى الإلهي وبما فوق الطبيعة هو إحدى النزاعات العالمية الخالدة". إلا أن هناك تبايناً واضحاً في العالم من سلوك ملامح والشعوب القديمة والحديثة والتي عبرت عنها معتقداتهم في أديانهم وبالأخص جانب العبادات. وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف بيان الحقائق الكامنة وراء التباين في نمط العبادات بكل أبعادها، فأبعدتهم عن بعض البعض. متبعاً في ذلك الأسلوب الموضوعي في العرف والتحليل من خلال النص المنقول تارة، والمعايشة الميدانية تارة أخرى، فجاء الكتاب مقسماً ضمن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. تم في الفصل الأول الحديث عن العبادات عند الشعوب والحضارات القديمة والتركيز فيها على الديانتين الزراداشتية والصائبية نظراً لما لعلماء الأديان المسلمين من وجهات نظر متباينة في كونهما ديانتين سماويتين أو غير مساويتين. الفصل الثاني: تناول العبادات في الديانة اليهودية: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج. وتحدث الفصل الثالث: عن العبادات في الديانة المسيحية: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج..وقد بين المؤلف في الفصلين كليهما مدى تأثير الحضارات القديمة ممثلة بصور تعبداتها المختلفة على الديانتين كليهما. كما أوضح حكم القرآن في تلك الفروض الأربعة ورأى العلماء المسلمين بها. أما الفصل الرابع فقد تم إفراده للحديث عن العبادات في الإسلام: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج.