لم تستطع الكتابة أن تكون قوة قادرة على مواجهة الموت – على الأقل في حالة همنغواي وآن سيكستون وفرجينيا وولف وسيلفيا بلاث وديفيد فوستر والاس – وكان الموت، أو لنقل الرعب، هو المنتصر. سينهي كل من هؤلاء الكتّاب الكبار حيواتهم بسهولة وعن سابق إصرار، ومن دون خوف. ولم تستطع لعنة...
لم تستطع الكتابة أن تكون قوة قادرة على مواجهة الموت – على الأقل في حالة همنغواي وآن سيكستون وفرجينيا وولف وسيلفيا بلاث وديفيد فوستر والاس – وكان الموت، أو لنقل الرعب، هو المنتصر. سينهي كل من هؤلاء الكتّاب الكبار حيواتهم بسهولة وعن سابق إصرار، ومن دون خوف. ولم تستطع لعنة الكتابة أن تنقذهم من أنياب الموت. الكتابة شكل من أشكال العدوانية. إنها اقتحام لخصوصيات الناس؛ هجوم على حريات البشر القانعين، وتهديد للبنى العقلية السائدة. هذا العدو/ الكاتب يدرك مبدئياً ماذا يفعل، إنه يتجاوز حدود الحرية الممنوحة له، ويتدخل في شؤون الآخرين. لديه مشروع تخريبي، لا يدرك مداه، ولكنه يبدأ بتنفيذه حالما تسنح له الفرصة. يستخدم عبارات جذابة ومنمقة ومحركة للعواطف وآليات الدماغ، وينفذ جريمته. وهكذا يحتل الكاتب موقعاً في نفوس الآخرين. إنه عدو خطير على شكل كتاب، يحمله الإنسان معه إلى أي مكان، ويريحه بجانب رأسه عندما يسترخي أو يستسلم للنوم. ينام الشخص/ الضحية، وعدوه بجانب رأسه، يزفر كلماته في رأس النائم، ويبدأ مفعولها يتفاقم، ويتضخم رويداً رويداً، حتى تتحول إلى سم فتّاك.