"تبني هذه الدراسات تحليلاتها على التنظيم، والوسائل التي يلجأ إليها اللوبي الصهيوني، لممارسة ضغوطه على عملية صنع القرار الأمريكي، ولكنها تغفل الطريقة التي تتغلغل فيها المواقف الموالية للصهيونية في الثقافة الأمريكية، لتجعل السياسة الأمريكية تتكيَّف مع المتطلبات...
"تبني هذه الدراسات تحليلاتها على التنظيم، والوسائل التي يلجأ إليها اللوبي الصهيوني، لممارسة ضغوطه على عملية صنع القرار الأمريكي، ولكنها تغفل الطريقة التي تتغلغل فيها المواقف الموالية للصهيونية في الثقافة الأمريكية، لتجعل السياسة الأمريكية تتكيَّف مع المتطلبات الصهيونية. «وبذا يصبح الدعم الأمريكي ، السخي، والمستمر، لـ«إسرائيل» أمراً يتم، رغماً عن إرادة الولايات المتحدة وضد رغبتها، وتصبح هذه القوة العظمى الباطشه مجرد ضحية للنفوذ اليهودي، وألعوبة في يد الصهيونية، التي لا تُقهر. وهو يُحسِّن صورتها أمام زبائنها العرب». من هنا، «فالنظم العربية تستفيد من أسطورة اللوبي اليهودي، والصهيوني. فهي تبرِّر الهزيمة العربية، إذ تجعلها شيئاً متوقعاً». إن تفسير اللوبي اليهودي، ومن ثم الانحياز الأمريكي لـ «إسرائيل»، يجد أساسه في «الثقافة الأمريكية، والتي توصف بأنها ثقافة يهوــ مسيحية (Judeo Christian)، تقوم على التقاليد الأخلاقية، والدينية لليهودية، والمسيحية، أي «التراث اليهودي المسيحي»، الأمر الذي تُرجم، في النهاية، إلى معنى سياسي، هو توافق القيم الأمريكية، والإسرائيلية»."