لم يعد المفهوم النصي العام متعلّقا بشكل مكتوب وآخر منطوق؛ إنّما ظهر منذ بداية القرن الواحد والعشرين معنى آخر للنصوص جعل منها الوسيط الآلي مدونة خاصة ذات مفاهيم متعددة وأشكال متنوعة جذبت إليها معظم المهتمين بالمدونات اللغوية وغيرها، حيث أضحت بين أيدينا عدة مصطلحات تخص...
لم يعد المفهوم النصي العام متعلّقا بشكل مكتوب وآخر منطوق؛ إنّما ظهر منذ بداية القرن الواحد والعشرين معنى آخر للنصوص جعل منها الوسيط الآلي مدونة خاصة ذات مفاهيم متعددة وأشكال متنوعة جذبت إليها معظم المهتمين بالمدونات اللغوية وغيرها، حيث أضحت بين أيدينا عدة مصطلحات تخص الخطابات المختلفة ازدادت تعقيدا مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، لاسيما حينما ارتبط النص بعلم اللغة الحاسوبي (Computational linguistics)(4) الذي يجمع بين نوعي النصوص الرقمية والورقية، حيث تشكل اللسانيات الحاسوبية جسرا تَعْبر من خلاله المدونات من المستوى الورقي العادي إلى المستوى الآلي. بهذا الشكل تكون الصعوبة في تحديد مفهوم النص متوارثة بين الرقمي والورقي؛ لأنّه من "النادر أن يكون مفهوم النص المستعمل بشكل واسع في إطار اللسانيات والدراسات الأدبية قد حدد بشكل واضح؛ إن بعضها يحدد تطبيقه على الخطاب المكتوب، بل على العمل الأدبي، وبعضها الآخر يرى فيه مرادفا للخطاب. وأخيرا فإن بعضها يعطيه توسعا سيميائيا منتقلا فيتكلم عن نص فيلمي وعن نص موسيقي إلى آخره، وبالاتفاق المنتشر في التداولية النصية، فإننا سنحدد النص هنا بوصفه: سلسلة لسانية محكية أو مكتوبة وتشكل وحدة تواصلية"(5)؛ فالمعيار الوحيد الذي يميز بينها (أي النصوص) هو هدفها التواصلي ونمط تشكلها، إلى جانب مقوماتها وقواعدها التي لا يجب أن تحيد عنها.