وما نزال نرى استحالة فهم تأريخ العراق دون فهم الناحية الاقتصادية التي تشكل جزءاً حيوياً منه إبّان الاحتلال الساساني، وتحيلنا إلى فهم الجوانب الحياتية الأخرى، كما أن دراسة التأريخ الاقتصادي تضعنا أمام خبرة وتنظيمات العراق وقدرته على التمثيل لطاقاته وثرواته المتنوعة ومن...
وما نزال نرى استحالة فهم تأريخ العراق دون فهم الناحية الاقتصادية التي تشكل جزءاً حيوياً منه إبّان الاحتلال الساساني، وتحيلنا إلى فهم الجوانب الحياتية الأخرى، كما أن دراسة التأريخ الاقتصادي تضعنا أمام خبرة وتنظيمات العراق وقدرته على التمثيل لطاقاته وثرواته المتنوعة ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الإضافة والإبداع، بحيث يكون التأريخ الاقتصادي وحياة الناس الهدف من دراستنا لتأريخنا، وهذا الأمر من شأنه أن يقدم صورة حقيقية عن مسيرة العراق عبر العصور التأريخية لاسيما في عصر الاحتلال الساساني، ويجنبنا الوقوع في قبضة الدراسات السياسية الكثيرة بشكل مباشر وغير مباشر عن قصد أو دون قصد إلى إظهار التأريخ العراقي على أنه سلسلة من الصراعات وحسب، وبهذا المعنى تكون دراسة التطورات الاقتصادية جزءاً مهماً من دراسة التأريخ الحضاري للعراق، وهي جزء غير قابل للاستبعاد إذا أردنا أن نكوّن صورة دقيقة عن تأريخنا.