النص القرآني ليس نصا دينياً فحسب، بل نصّ فنّيّ وأدبي وفكري ومعرفي وحضاري، أصبح ضرورة حياتية، والسور القرآنية طافحة بالمظاهر الأسلوبية لاستقصاء الأصول الفنّيّة للتأثير المعجز في إنماء شعوري ثائر لدى المتلقّي، فقد أغفل كثير من علماء دارسي اللغة العربية الاستقراء التام...
النص القرآني ليس نصا دينياً فحسب، بل نصّ فنّيّ وأدبي وفكري ومعرفي وحضاري، أصبح ضرورة حياتية، والسور القرآنية طافحة بالمظاهر الأسلوبية لاستقصاء الأصول الفنّيّة للتأثير المعجز في إنماء شعوري ثائر لدى المتلقّي، فقد أغفل كثير من علماء دارسي اللغة العربية الاستقراء التام للسياقات القرآنية، بسبب عدم ميلهم إلى هذا الحقل الدراسي، فالقرآن الكريم سعادة للأمة، ونجاة للفرد، فالدارس للقرآن الكريم عاجز من أن يصل إلى منتهاه، فإنه لا تنتهي أسراره وعجائبه. والدراسات القرآنية مع كثرتها كلها محاولات لإظهار الإعجاز اللغوي والبلاغي والأسلوبي، لإبراز سماته التي يتميّز بها، والدراسات النقدية الحديثة – الأسلوبية - فرع من اللسانيات، تحاول وضع البصمة على الظواهر الفنّيّة في سورة الشعراء، ولقد وظّف الباحث أهمّ النواحي الأسلوبية في تحليلها بغية الكشف عن جماليتها الأدبية. إن الدافع في اختيار هذا العُنوان بعد البحث والتقصي للاختيارات المتاحة، هو الرغبة أو العامل الذاتي حول الدراسات النقدية الحديثة، ولحداثة الموضوع وجدارته بين الدراسات الأدبية، انطلاقاً من المبدأ الراسخ بأن الأسلوبية ميدان أدبي ومعرفي وفنّيّ في دراسة النّصّ القرآني، وحداثة العنوان وموضوعاتها المثيرة للجدل بين الدراسات الأسلوبية، وأقربها إلى الدرس الحديث. تحاول الأسلوبية فهم النّصّ، بوساطة تحقيق وتطبيق أبرز ملامحها، سواء أكانت صوتية أم تركيبية أم دلالية، وتتحقّق هذه السمات في سورة الشعراء، عن طريق محاورها المتنوّعة وقصصها المثيرة للجدل، بمشاركة الأشخاص المتعدّدين في تكملتها، ثمّ تجسيد نظرة الثواب والعقاب في كل محور من محاورها، مع أن السورة فريدة في عنوانها وشاملة في مضمونها، ومنقسمة بين المكّيّ والمَدَني، وأوّل سورة ذكر فيها أخبار الشعر والشعراء.