ولعل السمة المميزة للمتخيل السردي في هذا البحث هي تمركز الذات في مواجهة الآخر، أيا كان نوعه، بوصفه "العامل المجهِض" في ظل تهشيم الواقع، وتلك هي الخصيصة الأساس للرواية العربية المعاصرة التي سنَّت لها طريقًا لمواجهة شظايا الواقع الوافدة من ثقافة الآخر، الذي يسعى إلى بعث...
ولعل السمة المميزة للمتخيل السردي في هذا البحث هي تمركز الذات في مواجهة الآخر، أيا كان نوعه، بوصفه "العامل المجهِض" في ظل تهشيم الواقع، وتلك هي الخصيصة الأساس للرواية العربية المعاصرة التي سنَّت لها طريقًا لمواجهة شظايا الواقع الوافدة من ثقافة الآخر، الذي يسعى إلى بعث النزعة التفكيكية، ونشر بِطانة الهدم؛ لبناء واقع أفضل في منظور ثقافة فوضى الكولونيالية الجديدة، المدمرة للوعي الإنساني في ثقافة الأطراف.ضمن هذا المعطى، باتت الرواية المعاصرة ـ في نظر الكثير من الدارسين ـ تميل إلى قلب العلاقة بين ما هو (عاديّ) وما هو ( متسامٍ، وفوق العادي) وهي الفكرة التي نادى بها ـ أيضا ـ جان بودريار في ظاهرة (اختفاء الواقع) ونشوء (فوق الواقع Hyper reel )، ولنا في ذلك ما يفي بالاقتداء، كما في روايتي [حكاية العربي الأخير] للروائي العالمي واسيني الأعرج، ورواية [فرانكشتاين في بغداد] لأحمد سعداوي. ولعل المتلقي في تلقيه مثل هذا النوع من السرد يكتشف أن الوضع الراهن تجاوز سرَّ المفهوم، وأبعِد عن سياق المعنى البائن، ومال إلى ما لا يمكن إدراكه، أو يحميه، إلا فيما يجعله مصابًا بالدهشة المصاحبة لبواعث الإثارة، المنبثقة من غياب اليقينيات.