مثلَّ تاريخ العمارة العثمانية وتطوّرها خلال المدّة بين عامي (1326–1520م) وحتّى بروز دور المعمار سنان باشا، جزءاً حيوياً ومهماً من الحضارة العثمانية، وعلى الرغم من تأثّر معماريي الدولة العثمانية بطراز العمارة العربية الإسلامية والسلجوقية والفارسية والبيزنطية، ولا سيّما في...
مثلَّ تاريخ العمارة العثمانية وتطوّرها خلال المدّة بين عامي (1326–1520م) وحتّى بروز دور المعمار سنان باشا، جزءاً حيوياً ومهماً من الحضارة العثمانية، وعلى الرغم من تأثّر معماريي الدولة العثمانية بطراز العمارة العربية الإسلامية والسلجوقية والفارسية والبيزنطية، ولا سيّما في المرحلة المبكّرة من بناء دولتهم، إلا أنهم استطاعوا أن يبتكروا أساليب جديدة في فنّ العمارة، لم تكن مألوفة لدى غيرهم، إذ توفّرت لهم مستلزمات النجاح، من خلال اهتمام السلاطين العثمانيين كثيراً بالجانب العمراني، وتسخير موارد الدولة لخدمة هذا الجانب، وتوفّر مواد البناء والبيئة الصالحة لذلك. وتتناول هذه الدراسة حياة المعماري سنان باشا (1489-1588م) كبير معماريي الدولة العثمانية، وإنجازاته العمرانية الرائعة التي شهدتها الدولة، ومثّل بروزه وصول الفنّ المعماري العثماني إلى ذروة تطوّره ونضجه، على وفق ابتكارات جديدة رائعة. ويمثّل سنان باشا جزءاً مهماً من الحضارة العثمانية التي هي بحاجة إلى مزيد من الدراسات الأكاديمية، إذ ركّزت الدراسات السابقة في أغلبها على الجانب السياسي والعسكري والإداري للدولة العثمانية، وأغفلت دراسة الجانب الحضاري.