شخصية يهوذا الإسخريوطي، واحدة من الشخصياتِ القادمةِ من التراث الديني، التي اشتغلت عليها الرواية في غيرِ قليلٍ من الثقافات. لقد استدعاها الروائيّون منذ زمن طويل، واشتغلوا عليها في فضاءاتهم الروائية المختلفة، تارة باسمها الصريح وفي زمنها التاريخي المعروف، وتارةً باسمها...
شخصية يهوذا الإسخريوطي، واحدة من الشخصياتِ القادمةِ من التراث الديني، التي اشتغلت عليها الرواية في غيرِ قليلٍ من الثقافات. لقد استدعاها الروائيّون منذ زمن طويل، واشتغلوا عليها في فضاءاتهم الروائية المختلفة، تارة باسمها الصريح وفي زمنها التاريخي المعروف، وتارةً باسمها الصريح، ولكن في زمن ٍ مُغايرٍ لزمنها، وثالثةً بأسماء مستعارة و فضاءاتٍ وأزمانٍ بعيدةٍ عن تلك التي عاشت فيها الشخصيّة، وما إلى ذلك. ولعلّ الدافع الأهم لهذا الحضور اللافت ليهوذا في الأدبِ عموماً، والرواية بخاصة هو اكتناز هذه الشخصيّة بالمعاني والدلالات، ولاسيَّما أنها ارتبطت بقضايا وجوديّة إنسانيّة متجددة ومتكررة في التاريخ البشري، وهو ما جعلها قادرة على عبور زمنها إلى أزمنة أخرى و بيئتها الجغرافية إلى بيئات أخرى، وهي شخصية شديدة الغنى، و طافحة بالإشكاليات و الغموض و قابلة لقراءات هائلة متباينة ، ما يجعلها شخصية روائية بامتياز. ولا بد لنا قبل أن ندخل في متن هذا البحث، الذي سنسعى فيه إلى دراسة حضور هذه الشخصية في عدد من روايات، تنتمي إلى ثقافات أو حضارات مختلفة، أن نبدأ بصورة طبيعية من الشخصيّة نفسها في زمنها الطبيعي ، وضمن سياقها التاريخي والديني ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .