إن أهمية دراسة الأديان لم تعد موضوع نقاش بين المهتمين بمجالات العلوم الإنسانية، أو الاجتماعية، أو السياسية، أو العلاقات الدولية وحسب، بل بات الكل في هذه المجالات مُجْمعاً على أن دارس حاجيات المجتمعات الإنسانية اليوم، في مجموع هذا المعمور، غربه، وشرقه، وشماله، وجنوبه،...
إن أهمية دراسة الأديان لم تعد موضوع نقاش بين المهتمين بمجالات العلوم الإنسانية، أو الاجتماعية، أو السياسية، أو العلاقات الدولية وحسب، بل بات الكل في هذه المجالات مُجْمعاً على أن دارس حاجيات المجتمعات الإنسانية اليوم، في مجموع هذا المعمور، غربه، وشرقه، وشماله، وجنوبه، والباحث فيها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، لا غنى له عن قدرٍ أدنى من المعرفة بدين هذه المجتمعات وعقائدها، من حيث الأصول المؤسِّسة فيه، ومن حيث الممارسات الفردية والجماعية للمتدينين به. بل إن المجال الديني أصبح اليوم، أكثر أهمية من باقي المجالات الحياتية الأخرى، لمن أراد دراسة تطور المجتمعات الإنسانية على كل المستويات، فرجل الاقتصاد لا يحتاج فقط إلى معرفةٍ بالموارد الطبيعية والبشرية التي يتوفر عليها المجتمع موضوع اهتمامه، لتحديد الحاجيات اللازمة لهذا الأخير وتوفيرها له، وإنما يحتاج أيضا إلى معرفةٍ جيدة بأصوله الدينية، لأن الدين هو الذي يحدد نوع المنتوج الذي يجب توفيره لأفراد هذا المجتمع. ولهذا أردنا من خلال هذه السلسلة حول دراسة الأديان، تقديم مادةٍ معرفيةٍ للباحثين في مختلف العلوم؛ السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإنسانية، غير المتخصصين في مجال علم الأديان، تساعدهم على تحديد رؤيةٍ سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية سليمة، وتأخذ بعين الاعتبار المكون الديني لبعض المجتمعات موضوع دراساتهم وأبحاثهم. كما أردنا من هذه السلسلة أن تكون على حد تعبير أبي الريحان البيروني: “نصرة لمن أراد مناقضة أهل هذه الأديان، وذخيرة لمن أراد مخالطتهم”.