بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى 1918 وانسحاب القوّات العثمانية من اليمن، نالت اليمن استقلالها. وبقيت تنظر إلى الدول الغربية، وإلى كل ما تقدمه نظرة شك وريبة؛ لأسباب عديدة، في مقدمتها الأطماع الغربية في البلاد العربية، وما نتج عنها من توسع استعماري غربي، وإقامة مناطق نفوذ في...
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى 1918 وانسحاب القوّات العثمانية من اليمن، نالت اليمن استقلالها. وبقيت تنظر إلى الدول الغربية، وإلى كل ما تقدمه نظرة شك وريبة؛ لأسباب عديدة، في مقدمتها الأطماع الغربية في البلاد العربية، وما نتج عنها من توسع استعماري غربي، وإقامة مناطق نفوذ في مناطق مختلفة من البلاد العربية. لذا عمل الإمام يحيى خلال فترة حكمه الممتدة ما بين 1918 – 1948، على المحافظة على إبقاء اليمن بعيدة عن أي تدخل أجنبي، وما تمّ عقده خلال عهده من معاهدات مع الدول الغربية لم يؤد إلى تطور تلك العلاقات كثيراً على أرض الواقع، وبقيت اليمن طوال عهده، المملكة المقفلة بوجه كل ما هو أجنبي. أما على الصعيد العربي؛ فلم يكن لها سوى بعض المحاولات والاتصالات مع كل من العراق والسعودية، بالإضافة إلى دورها في جامعة الدول العربية ومشاركتها غير المؤثرة في القضايا العربية. وعند قيام الحرب العالمية الثانية، وللمحافظة على استقلالها، عملت اليمن على إعلان حيادها، وبقيت سياسة العزلة تلفّها حتّى اغتيال الإمام يحيى في المحاولة الانقلابية سنة 1948.حاولت حكومة الانقلاب خلال فترة حكمها القصيرة، إقامة علاقات مع الدول العربية، ومع الجامعة العربية، بهدف كسب اعترافهم ومساندتهم. لكن طريقة قلب نظام الحكم إلى ملكية دستورية، أقلق العديد من الدول العربية التي كانت لها أنظمة ملكية كالسعودية والعراق ومصر، والتي أثّرت بدورها بشكل كبير على موقف جامعة الدول العربية أيضاً.