إن التاريخ العثماني في اليمن تاريخ معقد وغني بالأحداث والتطورات مثّل عهد الاتحاديين شطراً مهماً منه، رغم قصر فترة حكمهم التي لم تتجاوز عقداً من الزمن، إلا أن أحداثاً جساماً شهدتها هذه السنوات شكلت منعطفاً تاريخياً خطيراً سواء على عموم الدولة العثمانية أم على الجزيرة...
إن التاريخ العثماني في اليمن تاريخ معقد وغني بالأحداث والتطورات مثّل عهد الاتحاديين شطراً مهماً منه، رغم قصر فترة حكمهم التي لم تتجاوز عقداً من الزمن، إلا أن أحداثاً جساماً شهدتها هذه السنوات شكلت منعطفاً تاريخياً خطيراً سواء على عموم الدولة العثمانية أم على الجزيرة العربية واليمن بالتحديد. حيث كانت البداية مع الانقلاب العثماني في تموز 1908م الذي قلب موازين الدولة وغيّر سياستها، حتى كانت النهاية في الحرب العالمية الأولى التي أسقطت الدولة العثمانية برمتها، إلى جانب أحداث أخرى عاشتها الدولة فأثرت بصورة مباشرة وغير مباشرة على ولاية اليمن كإحدى ولاياتها المهمة، مع ما مرت به هذه الولاية من تحولات جذرية سواءً على النظم والمؤسسات الإدارية، بينما بالنسبة إلى الوضع السياسي فتحوّل جزء كبير منها من حالة الغليان والتمرد إلى حالة الهدوء والمصالحة مع الحكومة بعد عقد صلح دعان عام 1911م، إلى جانب بروز شخصيات غيّرت مجرى الأحداث تمثلت بشخصية الإدريسي وانفراده بحكم عسير وتعاونه مع الأجانب ضد الحكومة العثمانية، والإمام يحيى فكان مع إيطاليا ثم مع بريطانيا. ومن هنا بدأت تتضح الأطماع الأجنبية في اليمن وبخاصة الضغط البريطاني المتمركز في عدن وتأثيره الخطير على الوجود العثماني في اليمن وكذلك النوايا الإيطالية تجاه اليمن والتي بانت خلال الحرب الإيطالية العثمانية في طرابلس الغرب.