إن دراسة النصوص الدينية تشكّل مرحلة أساسية في المقارنة بين الأديان المختلفة، بالنظر إلى مركزية هذه النصوص في تلك الديانات. وتزيد أهمّيّة دراسة هذه النصوص عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بين الديانات الكتابية الثلاث: اليهودية والمَسِيْحية والإسلام، حيث يَنْسِبُ مُعتنقو هذه...
إن دراسة النصوص الدينية تشكّل مرحلة أساسية في المقارنة بين الأديان المختلفة، بالنظر إلى مركزية هذه النصوص في تلك الديانات. وتزيد أهمّيّة دراسة هذه النصوص عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بين الديانات الكتابية الثلاث: اليهودية والمَسِيْحية والإسلام، حيث يَنْسِبُ مُعتنقو هذه الديانات نصوص كُتُبهم المقدّسة إلى الإله الخالق عزّ وجل. ومن ثمَّ؛ فهي تُشكل المرجع الأساس لمعتقداتهم، ومصدر كثير من العبادات والطقوس عندهم. بل يصل الأمر ببعضهم إلى اعتبارها دستورهم الذي يتحاكمون إليه، ويستلهمون منه نُظُمهم وقوانينهم المنظِّمة لسلوكاتهم الحياتية. وإذا كانت نصوص الكُتُب المقدّسة في الديانات الكتابية الثلاث: التناخ والعهد الجديد والقرآن الكريم، تحظى بهذا التبجيل والاحترام والقداسة، فإن معرفة ظروف وملابسات تدوينها وجمعها لمَن شأنه أن يضع المكانة التي تتمتع بها على المحك. خصوصاً في ظل سعي معتنقي كل ديانة من هذه الديانات إلى إثبات صفة القداسة لنصوص كتابهم، ونفيها عن نصوص الكُتُب الأخرى، بل ووصفها بالتزوير والتحريف والهرطقة.