إن التكوين الأنطولوجي هو عادة ما يصاحب بناء الأشياء في صورها ، وهنا ليس القصد بصورها النهائية فقط كما هو في الأعمال النحتية ، بل حتى في صورها المتعاقبة ، فكل صورة تشكل تكويناً معيناً يعطي انطباعاً معيناً ، ومن ثَمَّ الانطباعات المتتالية ،هي من توجه وعي المتلقي لمتابعة...
إن التكوين الأنطولوجي هو عادة ما يصاحب بناء الأشياء في صورها ، وهنا ليس القصد بصورها النهائية فقط كما هو في الأعمال النحتية ، بل حتى في صورها المتعاقبة ، فكل صورة تشكل تكويناً معيناً يعطي انطباعاً معيناً ، ومن ثَمَّ الانطباعات المتتالية ،هي من توجه وعي المتلقي لمتابعة الأفعال الإبداعية المنبثقة عن هذا المتمظهر اللحظوي، لذا فأن التكوين في هذا المعنى يشير الى” الفعل الذي اُحدث به ذلك الشيء حتى وصل الى حالته الحاضرة ، أو هو مجموعة الصور التي تعاقبت على الشيء من جهة علاقتها بالشروط المؤثرة في نموه ، ومنه تكوين الموجودات”( ) التي وصلت الى مرحلة النضج ،حتى أصبحت قابلة للإبهار ،أو للفت الانتباه في أقل تقدير لدى المتلقي ،وفي كلا الحالتين سواء أكانت عملية الإبهار هي المستنتجة من فعل التلقي ،أم عملية لفت الانتباه ، التي لم يصل فيها التكوين الى معناه الكامل ،بل هو في لحظات تكوين وجوده الأولى، التي من الممكن أن يبني عليها اوليات الصورة الجمالية المؤدية فيما بعد الى تشكلات الجذب الجمالية لهذا التكوين الانطولوجي .