تُعدّ المدّة الواقعة بين عامَي 1943- 1958 مهمّة، ليس على صعيد العلاقات السورية اللبنانية فحسب، وإنما على صعيد العلاقات العربية بوجه عام، إذ شهدت أكثر من حدث سياسي تاريخي سواء كان في سورية أم في لبنان أم في الوطن العربي كله، فقد حقّقت سورية ولبنان استقلالهما، وأُجريت انتخابات...
تُعدّ المدّة الواقعة بين عامَي 1943- 1958 مهمّة، ليس على صعيد العلاقات السورية اللبنانية فحسب، وإنما على صعيد العلاقات العربية بوجه عام، إذ شهدت أكثر من حدث سياسي تاريخي سواء كان في سورية أم في لبنان أم في الوطن العربي كله، فقد حقّقت سورية ولبنان استقلالهما، وأُجريت انتخابات الرئاسة في عام 1943م، وتم جلاء آخر جندي أجنبي في عام 1946، ثمّ إن سورية ولبنان تعرّضتا لضغوط المشاريع الهاشمية، وكان موقفهما موحّداً من هذه المشاريع، كما وشاركا بقية الأقطار العربية في حرب عام 1948 ضدّ الكيان الصهيوني. ولم يشهد تاريخ سورية ولبنان خلال العقود الثلاثة الأولى الماضية من القرن الماضي أي خلافات، أوصلت البلدين إلى حد القطيعة، لكنْ، مع بداية خمسينيات ذلك القرن بدأت الخلافات في الأفكار ووجهات النظر تظهر بين الحين والآخر، فتارةً تصل إلى مقاطعة بعضهما، وإغلاق الحدود بينهما، وتارةً أخرى تتقارب الآراء، ويُعاد فتحها، لذلك يمكن القول إن هذه المدّة التاريخية شهدت أحداثاً كثيرة، انعكست على العلاقات السورية اللبنانية، وهي تستحقّ البحث والدراسة.