-
/ عربي / USD
للعرب المسلمين في الأندلس تراث عظيم ، شمل ميادين سياسية وإدارية وعمرانية وعلمية وأدبية وفنون شتى، كما برعوا في ميادين الزراعة والري والصناعة والتجارة، وبذلك نجحوا في إقامة حضارة متكاملة رائعة. أن البحث في ذلك التراث الثر يتطلب من الباحث الخوض في جميع جوانبه المتعددة والتعمق في مجالات مضامينه المهمة المتشعبة ، لتقديم صورة واضحة لذلك التراث الضخم والجهود العظيمة التي بذلها أولئك الأفذاذ من خلفاء وأمراء ووزراء وعلماء وأدباء وشعراء وفنانين والعاملين في كل الميادين الذين صاروا رموزا خالدة في تراث الإنسانية. كما أسهمت الأندلس بنصيب كبير في بناء صرح الحضارة الإسلامية التي تكون سلسلة ذهبية ، أسهم في جمع حلقاتها جميع المسلمين في مختلف البقاع التي أنتشر فيها الإسلام الذي أضاء سماء الشعوب التي اعتنقته وأنقذها من الظلام والجهل والعبودية ، حفزها على تنظيم مرافق حياتها ، وإذا المسلمون جميعا أمة واحدة منظمة عاملة يتنافس أفرادها في البناء والتشييد والخلق والابتكار ، فأفادوا واستفادوا وهكذا وضعوا كثيرا من القوانين التي تكفل السير الصحيح في مختلف مرافق الدولة الإسلامية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا يستمدون أصولها من دستورهم المقدس "القرآن الكريم". تعرضت الدراسة إلى واقع النشاط الاقتصادي في الأندلس في عهد الخلافة الذي تتجلى أهميته في أنه موضوع حيويا ومهما بسبب ارتباطه بحياة الإنسان العربي المسلم ومؤثرا في وجوده هناك ، فكان لابد من الكشف عنه وتوضيحه والاستفادة منه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد