يؤسس الخطاب المسرحي بأنواعه وأساليبه على كم كبير من الاختلافات في الرؤية الأدائية (الحركية واللفظية) فضلاً عن تداخل الحواس الإنسانية التي تشترك بحضورها(الفعلي والاني) بطرح العرض المسرحي فكرته عبر جسد وصوت الممثل إذ من خلال أداء الممثل وعلاقته بموجودات الخشبة، فكان...
يؤسس الخطاب المسرحي بأنواعه وأساليبه على كم كبير من الاختلافات في الرؤية الأدائية (الحركية واللفظية) فضلاً عن تداخل الحواس الإنسانية التي تشترك بحضورها(الفعلي والاني) بطرح العرض المسرحي فكرته عبر جسد وصوت الممثل إذ من خلال أداء الممثل وعلاقته بموجودات الخشبة، فكان استخدامه للحركة عبارة عن ترجمة صادقة، وواضحة لأفعاله ،إذ تعد الحركة: “من اغنى وسائل التعبير عن الأفكار، وأكثرها مرونة ، بمعنى أنها تمثل اكبر مجموعة من الدلالات اتساعاً وتطوراً “، وان ميزة البيوميكانيك ،تكمن في كونه منهجاً متكاملاً في تدريب الممثل إلى جانب ،كونه منهجا في الأداء، وقد طور مييرهولد هذا المنهج عبر تمارين تسمى (الايتودات)، وكون إن بعض الإعمال تتطلب مجهودات عضلية وحركية خالصة-وأخرى مجهودات ذهنية وفكرية خالصة ،لكن الحركات موجودة في كل الأفعال الحيوية داخلية وخارجية، ولا يخرج عن هذه القاعدة، العمل في حقول الفن وخاصة التمثيل المسرحي؛ الذي يعد من أكثر الفنون التي تحتاج إلى الحركات والانتقالات والإيماءات المنسجمة ذهنيا وعضليا ،كي تعطي في النتيجة جـــماليات ومضمون المنجـــــز المسرحـــــي التي يرسلها -الممثل- وهو يؤدي دوره على خشبة المسرح. إذ إن البيوميكانيك هو احد العلوم المهمـــــــة في تطبيق تكنــــولوجيا الحركــــــة للتعــــــرف علــــى المعلومات الأساسية عن الحركة، مثل تحليل عمل القوى الداخلية والخارجية وأثرها على الأداء التمثيلي، وهي بذلك تعطي الممثل مؤثرات حقيقية يستطيع بناء سير الحركة ومظاهرها وزوايا المفاصل حتى يمكنه تحقيق مهارة ذات مستوى متقن. وتأسيساً على ما تقدم يطرح الباحث سؤال: هل إن تطبيق البيوميكانيكا على الممثل يجعل أداءه أكثر دقة في تقديم الشخصية المسرحية؟.