بات ضرورياً في هذا الزمن الصهيو أمريكي التمييز بين الإرهاب والمقاومة، والتفريق بين الفعل الإجرامي "الإرهابي" والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والسيطرة الأجنبية. ومن القراءات المتعددة نتبين وجود مفارقات بين واقع الأعمال التي توصف بالإرهاب، والمعاني التي تعنيها كلمة "إرهاب"،...
بات ضرورياً في هذا الزمن الصهيو أمريكي التمييز بين الإرهاب والمقاومة، والتفريق بين الفعل الإجرامي "الإرهابي" والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والسيطرة الأجنبية. ومن القراءات المتعددة نتبين وجود مفارقات بين واقع الأعمال التي توصف بالإرهاب، والمعاني التي تعنيها كلمة "إرهاب"، و"الإرهاب" هنا هو الممدوح شرعاً، أي: "إحداثُ الخوفِ والفزَعِ عند من تجوزُ إخافته شرعاً، بالقدر الذي يردعه عن العدوان والظلم"، ويُمكن أن يُقال في تعريفه كذلك إنه:" إرهاب الإرهاب، أي الإرهاب المشروع الممدوح للإرهاب المذموم غير المشروع بالقدر الذي يُبطل إرهابه وعدوانه". فالإرهاب إذاً يُعد قوة ردع لقوى الشر والعدوان، ولكل من يُحاول أن يُفسد في الأرض، أو يخرج عن قوانين الشرع. ونتيجة لكل ما تقدم نقول: يحق لشعرائنا العرب مثل أبي القاسم الشابي ونزار قباني ومحمود درويش ومظفر النواب وأحمد مطر وتميم البرغوثي وغيرهم كثير استعمال مصطلح "الإرهاب" بعيداً عن حمولته الغربية الغريبة الدخيلة في كل مجالات الإعلام والكتابة والتأليف، وإنما وفق معناه القرآني الصحيح، ووفق المعنى الشرعي للكلمة (تُرهبون به عدو الله وعدوكم)، وبناءً على ذلك فإن المعنى العام الذي نحن بصدده هو "الإرهاب بمعنى الإخافة"، وهو المعنى الأصيل في اللغة قديماً، وهو المراد الآن عند قراءة النصوص المختارة من الشعر العربي المقاوم لدى من يحترم سلامة اللغة.