عمل العقل الغربي على تأسيس حملات استكشافية (علمية وثقافية واقتصادية وتبشيرية وغيرها) أراد من خلالها دراسة مواطن القوة والضعف عند الشعوب الأخرى وبخاصة الشرقية ، أطلق عليها الحملات الكولونيالية غرضها السيطرة والتمدد على حساب الآخر الذي يشكل خطراً على المنظومة الثقافية...
عمل العقل الغربي على تأسيس حملات استكشافية (علمية وثقافية واقتصادية وتبشيرية وغيرها) أراد من خلالها دراسة مواطن القوة والضعف عند الشعوب الأخرى وبخاصة الشرقية ، أطلق عليها الحملات الكولونيالية غرضها السيطرة والتمدد على حساب الآخر الذي يشكل خطراً على المنظومة الثقافية الغربية صاحبة الاعتقاد بتفوقها المعرفي والفكري والحضاري على العالم. وهذه النظرة الغربية بالتفوق لم تأتِ بالصدفة بل استندت إلى آراء فلاسفة ومفكري الغرب الذين صنفوا الشعوب والحضارات إلى أعراق وأجناس وألوان والى أول وثانٍ وثالث ، والى مركز وهامش ومتحضر وبدائي…الخ ، مما دعا الغرب إلى إعادة صياغة كل ما هو خارج الحضارة الغربية من جديد في كافة المجالات ولاسيما الثقافية، على وفق منظومة معرفية أسس لها العقل الغربي ، ووضعها في قمة السلم الإنساني كنموذج يحتذى به. إذ بدأت هذه النظرة تطبق عملياً من خلال السيطرة العسكرية وإخضاع شعوب العالم التي تقع خارج حدود المركز الغربي وانسياقها إلى هيمنة صارمة بمختلف أشكالها ومنها الثقافية ،التي فرضت على الشعوب بديلاً عن ثقافات محلية. وبذلك يكون الغربي الأبيض قد خلق ثقافة جديدة لتلك الشعوب المختلفة عنه تستند إلى مفهوم التبعية للمستعِمر المنتصر.