واجه علم الفيزياء – خلال الخمسين عاماً الماضية – خطباً جليلاً، تجلى بظهور مفاهيم جديدةً غير معهودة ولكنها مدهشة، أخذت تنبثق في المجال العلمي حول الفضاء والزمان والمكان، واعتمد العلماء في الربع الأوّل للقرن العشرين على نظريتين اثنتين: النسبية والكمّ، وتولدت منهما –...
واجه علم الفيزياء – خلال الخمسين عاماً الماضية – خطباً جليلاً، تجلى بظهور مفاهيم جديدةً غير معهودة ولكنها مدهشة، أخذت تنبثق في المجال العلمي حول الفضاء والزمان والمكان، واعتمد العلماء في الربع الأوّل للقرن العشرين على نظريتين اثنتين: النسبية والكمّ، وتولدت منهما – بالفعل – معظم فيزياء القرن العشرين. لكنْ بسرعة وبساطة اعتمدت الفيزياء اديثة نظرية ليست كالنماذج المعتادة، وبدت أنها أفضل بكثير للعالم المادّي. وبدأ الفيزيائيون يدركون أن غالبية النظريات الأساسية للواقع، تتطلّب إعادة صياغة جذرية وفقاً للاكتشافات الجديدة. والآن، يتحدّث الفيزيائيون عن: “الخلق الذاتي للكون”، أي: عن كون تفجَّر عفوياً إلى حيّز الوجود، إن التساؤل حول مصداقية تفاصيل هذه النظرية ليس بالأمر الهامّ حالياً، ما يعنينا الآن هو احتمال تصوّر وجود تفسير علمي متكامل لعملية الخلق. والسؤال المطروح: هل استطاعت الفيزياء الحديثة إلغاء الإله تماماً؟ هذا العمل ليس كتاباً دينياً، بل أنه فقط يتناول تأثير الفيزياء الحديثة على ما كان يُعدُّ سابقاً مسائل دينية خاصّة، كما أنه ليس كتاباً علمياً أيضاً، وإنما يدور حول العلم وتأثيره الأوسع نطاقاً. يتناول الكتاب في موضوعه الرئيس، ما يدعى الأسئلة الأربعة الكبرى عن الوجود:1- قوانين الطبيعة، وما هي عليه الآن؟ 2- لماذا يتكوّن الكون من الأشياء التي يتكوّن منها؟ 3- كيف نشأت هذه الأشياء؟ 4- كيف حقّق الكون نظامه؟