إن التسامح في الإسلام عبر عصوره التاريخية وخاصة في الأندلس كان على أساس متين في أسطع معانيه، فقد شكل أنموذجاً للتسامح والتعايش بين فئات المجتمع من عرب وبربر ومستعربين ومولدين وموالي وصقالبة وغيرهم من الفئات الاجتماعية التي وفدت من مختلف بقاع الأرض، والحقيقة التاريخية...
إن التسامح في الإسلام عبر عصوره التاريخية وخاصة في الأندلس كان على أساس متين في أسطع معانيه، فقد شكل أنموذجاً للتسامح والتعايش بين فئات المجتمع من عرب وبربر ومستعربين ومولدين وموالي وصقالبة وغيرهم من الفئات الاجتماعية التي وفدت من مختلف بقاع الأرض، والحقيقة التاريخية تقول: إن المجتمع الأندلسي تجاوز فتاوى بعض الفقهاء اتجاه أهل الكتاب، حيث تعامل المسلمون مع كل الطوائف على أساس مبدأ الانفتاح على الآخر واحترام ثوابته بعيداً عن أشكال الاستعلاء والتكبر، فاليهودية خرجت من طور الاضطهاد الذي لازمها طيلة فترة الحكم القوطي إذ تعامل المسلمون معهم بروح التسامح والمحبة، أما بالنسبة لمسيحي الأندلس فإن الدولة الإسلامية كفلت لهم حريتهم الدينية منذ بداية الفتح لبلاد الأندلس واستمر ذلك خلال عصر الولاة والإمارة والخلافة وعصر الطوائف، وانتشرت الكنائس بشكل كبير في إرجاء البلاد، لقد أبدى المسلمون سلوكاً حضارياً وإنسانياً بالتعامل مع الأندلسيين حتى أن بعضهم تأثر بهذا الأمر فاعتنقوا الإسلام، إن ثقافة التسامح التي أساسها هذا التنوع في التركيبة الاجتماعية قد شاعت وانتشرت في عموم بلاد الأندلس، وظهرت نتيجته في مختلف مجالات الحياة الفكرية والثقافية والاقتصادية، فكانت الأندلس فعلاً مثالاً للتعايش وأنموذجا لحوار الحضارات.