مثلت ’’جمعية الاتحاد والترقي‘‘ القوة الرئيسة التي حكمت الدولة العثمانية لنحو عقد من الزمان، امتد من العام 1908 إلى العام 1918، التي وضعت أسسا، بل رفعت أعمدة المرحلة التي تلته. فكان مؤسسو دولة تركيا الحديثة، بضمنهم الرؤساء الثلاثة الأوائل للجمهورية التركية، الذين تزعموا...
مثلت ’’جمعية الاتحاد والترقي‘‘ القوة الرئيسة التي حكمت الدولة العثمانية لنحو عقد من الزمان، امتد من العام 1908 إلى العام 1918، التي وضعت أسسا، بل رفعت أعمدة المرحلة التي تلته. فكان مؤسسو دولة تركيا الحديثة، بضمنهم الرؤساء الثلاثة الأوائل للجمهورية التركية، الذين تزعموا الحكومة التركية منذ العام 1923 إلى العام 1960، أعضاء سابقين في جمعية الاتحاد والترقي. الأهم من هذا إن الفكر السياسي الحديث، لا لتركيا فقط وإنما لكل المنطقة الخاضعة للدولة العثمانية، حُددت ملامحه خلال المرحلة 1889-1908، واضطلع الاتحاديون بدور كبير في تلك العملية. كما كان لثورتهم دور متميز في إعادة تنظيم الشرق الأوسط والبلقان، وتعريف المنطقة بقيم وأفكار جديدة شكلا ومضمونا، كل ذلك وغيره يعطي أهمية كبيرة لدراسة خلفية الاتحاديين ومنهجهم الفكري والسياسي، ويجعل منها أمرا ضروريا لأي محاولة لفهم التغيرات والتطورات التي حصلت في السنين الأخيرة من عمر الدولة العثمانية، والسنين الأولى للجمهورية التركية.