-
/ عربي / USD
جاء الكشف عن المخطوطات ليؤكد أن الدين اليهودي كان يشهد صراعاً حاداً مع بداية العهد المسيحي، يعكس المحاولة اليائسة لصياغته صياغة قومية، انتهت بالإخفاق، ومما لاشك فيه أن الصهيونية أدت دوراً كبيراً في تأخير نشر اللفائف، وحاولت إيهام الرأي العام بأن المخطوطات تحتوي على فخ يستهدف الأديان، وبالمقابل حاولت الصهيونية جاهدة التركيز على أن هذه المخطوطات جاءت لتؤكد أصالة اليهود في المنطقة من التوجه نحو فكرة أن اليهودية هي أصل الديانات السماوية، وهو ما تثبت الدراسة المتأنية للمخطوطات عكسه تماماً، ووضح الكتاب “بأن كشف لفائف البحر الميت جعلنا نتوقع إلقاء المزيد من الأضواء على التاريخ الإنجيلي، وعلى شخصيات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وعلى جذور المسيحية وعلى نحو ما الإسلام. وبطبيعة الحال لا ينبغي التوقع من كشف، مهما بلغ حجمه، أن يسقط الكنيسة، وليس لنا أن نتوقع أي شيء مروع كهذا العمل، ويوضح الكتاب على نحو غير مسبوق أسرار تجارة الآثار غير المشروعة، وطرق تحرك القطع من مناطق اكتشافها في الشرق الأوسط نحو أوروبا، مع نماذج طريفة من طرق العرض وأساليب البيع قبل مهربي آثار مخضرمين، ومتورطين طامعين، والكثير من المدفوعين بسياسات وآيديولوجيات متناقضة، ونستطيع الآن أن نقول إن لفائف البحر الميت قدمت لنا رؤية جديدة عن الأديان السماوية، التي ولدت في الشرق العربي، فقد بينت مدى تداخل هذه الأديان وتشابهها، وأن كل الخلافات بينها لم تنجم عن اختلاف القيم الروحية أو سوء فهمها، بل نجمت عن حب السيطرة والتسلط، والجشع والأنانية وغطرسة سوء التفسير الوقحة، وأوضح أمثلتها في العصور الوسطى غزوات الفرنجة للأراضي المقدسة، وفي أيامنا الحركة الصهيونية التي دمرت سكان تلك الأرض وقتلتهم وهجرتهم، ولا تزال ترتكب المجازر، مدفوعة بتهيؤات، رفضها اليهود أنفسهم منذ قرون طويلة، فسعت الصهيونية لإقامة دولة اليهود الدينية من بوساطة حركة انبعاث أصولية، تقوم على التعصب الأعمى، وعدم التسامح، والتشدد الذي ولّد صحوة أصوليات أخرى، كانت هاجعة منذ فترة طويلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد