تفق الاستراتيجيات الدولية على اختلافها على أهمية ومحورية العامل الجغرافي – السياسي في تحقيق أهداف الدولة وطموحاتها وتثبيت مكانتها في سلم توزيع القوى الدولية وإظهار الدور الأكثر تميزاً ، بل والسعي إلى تحسين تلك المكانة وذلك الدور. فالعامل الجغرافي مرتبطاً مع سياسة الدولة...
تفق الاستراتيجيات الدولية على اختلافها على أهمية ومحورية العامل الجغرافي – السياسي في تحقيق أهداف الدولة وطموحاتها وتثبيت مكانتها في سلم توزيع القوى الدولية وإظهار الدور الأكثر تميزاً ، بل والسعي إلى تحسين تلك المكانة وذلك الدور. فالعامل الجغرافي مرتبطاً مع سياسة الدولة ينتج السياسة الجغرافية أو الجيوبوليتيك التي تدفع أو تشجع الدول ذات الطموحات بل وذات الأطماع كذلك على الامتداد والتوسع على حساب غيرها من الدول . تعد السياسة الجغرافية أو الجيوبوليتيك مفهوم وسياسة ليست بالحديثة من حيث الطرح والتداول ، فقد تم طرحها وتداولها كمعنى ومضمون لسياسة دول حتى قبل أن يتم التوصل إلى اكتشاف مصطلح الجيوبوليتيك ، إذ تم تداول معناها الدقيق ضمن مصطلح وعلم الجغرافية السياسية . إن البحث في الجيوبوليتيك يستلزم تحديد المفردة أو المصطلح كمفهوم ومضمون وسياسة وتعيين الفورقات بينه وبين الجغرافية السياسية ، وبينه وبين غيره من المصطلحات التي من الممكن أن تقترب منه، تأتي أهمية دراسة الجيوبوليتيك كونه يشكل جزءاً مهماً وحيوياً من العلاقات الدولية والاستراتيجية ، فلا يكتمل البحث فيهما ودراستهما من دون دراسة الناحية الجيوبوليتيكية لهما وذلك من خلال معرفة الآثار السياسية على الجوانب الجغرافية أو على المكان أو الإقليم ، والتي توضح مكانة الدولة قوةً أو ضعفاً وبما يخدم سياسات الدول واستراتيجياتها وما تحمله من أهداف تسعى إلى تحقيقها.