تمتاز قصائد محمد الماغوط بمناوشاتها التشكيلية المراوغة التي تخفي وراءها عبثاً في العقائد والشرائع والعادات ؛ مما يجعلها تضج بالشكوى والألم والسخرية اللاذعة بمعالم الوجود وحركة الأشياء ، وتمتاز بطابعها التجريدي رغم إيقاعها العاطفي البسيط ؛ من خلال الاستعارات المفاجئة...
تمتاز قصائد محمد الماغوط بمناوشاتها التشكيلية المراوغة التي تخفي وراءها عبثاً في العقائد والشرائع والعادات ؛ مما يجعلها تضج بالشكوى والألم والسخرية اللاذعة بمعالم الوجود وحركة الأشياء ، وتمتاز بطابعها التجريدي رغم إيقاعها العاطفي البسيط ؛ من خلال الاستعارات المفاجئة التي تعتمد المزج بين المحسوسات أو المجردات ، لإثارة الحركة الذهنية صوب تداخل الموصوفات وغرابتها الإسنادية . تكتظ قصائد الماغوط بمعجم لغوي سياسي يشي بالواقع المعاصر والتطورات السياسية المعاصرة ؛ إذ نجده يستخدم مصطلحات مشتقة من حقل السياسة ، وتمتاز قصائده بتنوع حقولها الدلالية ، كحقل النبات والماء والاقتصاد والتجارة وحقل الزراعة وعلم الاجتماع والفلك والسياسة والطب والهندسة وبتراكم الصفات والمسميات المتباعدة ، لخلق تراكيب جديدة مثيرة تشي بالمراوغة التشكيلية والحنكة الاستعارية بالمزج بين الأوصاف الحسية والمجردة والأوصاف المجردة بالحسية، مما يجعل مفردات قصائده متنوعة مستقطبة من حقول مختلفة ؛ وكأن معجمه الشعري موسوعة علمية متكاملة شاملة للمفردات الحياتية كلها على المستويات كافة .