يعد هذا الكتاب خلاصة لكل ما قبله من أسفار وكتب علم الحروف الذي تفرع منه علم الحيل المنسوب إلى هرمس مبدع كل العلوم، وقد طالع الجوبري ما يزيد عن ألف كتاب منها، ثم صاحب المدّعين وعاشر المحتالين وما سمع بصاحب طريقه إلا قصده، بعدها شرع في التأليف. ولازدياد المحتالين وانتشار الغش...
يعد هذا الكتاب خلاصة لكل ما قبله من أسفار وكتب علم الحروف الذي تفرع منه علم الحيل المنسوب إلى هرمس مبدع كل العلوم، وقد طالع الجوبري ما يزيد عن ألف كتاب منها، ثم صاحب المدّعين وعاشر المحتالين وما سمع بصاحب طريقه إلا قصده، بعدها شرع في التأليف. ولازدياد المحتالين وانتشار الغش في كافة الصناعات بذل الجوبري جهده لكشف أسرارهم ومنع تسلطهم على الناس، فطالما انطلت حيلهم على أغنياء وعلماء ووزراء، حيث استخدموا وسائل عدة للاحتيال، منها: علـم تعلـق القلـب: الذي يستغل رغبة البشر لمعرفة المستقبل، فادعوا معرفة الاسم الأعظم، أو إطاعة الجن لهم. وعلم الدك: وهو إخفاء شيء في شيء أو دكه فيه، ثم إظهاره كعمل خارق. والشعوذة: وهي الإيهام بأشياء غير حقيقية بواسطة أدوات وأعوان. وكان الحشيش: من وسائل المحتالين المفضلة، وفي الكتاب قدر من المعلومات الطريفة حوله وحول بني ساسان: وهم المحتالين والمتسولين بكافة أشكالهم وطرائقهم. وما أورده الكتاب حول النباتات الطبية والمواد المعدنية والكيميائية واستخداماتها، يعطينا فكرة جيدة عن الحياة العلمية والثقافية، وما ذكره من قصص وحكايا، إضافة للمصطلحات العامية والمعربة يشكل صورة حية لنبض الحياة الاجتماعية في عصره، وخاصة طبقات قاع المجتمع كالمحتالين واللصوص.