تحتل مدينة مراكش مكانة متميزة في تاريخ العرب والمسلمين، ذلك لأنها كانت عاصمة لدولتين متراميتي الأطراف وهما دولة المرابطين، ومن بعدها دولة الموحدين اللتان أبلتا بلاءً حسناً في رفع راية الإسلام وتحملتا عبء الدفاع عن ممتلكات المسلمين. ولما كان الباحثون المحدثون المهتمون...
تحتل مدينة مراكش مكانة متميزة في تاريخ العرب والمسلمين، ذلك لأنها كانت عاصمة لدولتين متراميتي الأطراف وهما دولة المرابطين، ومن بعدها دولة الموحدين اللتان أبلتا بلاءً حسناً في رفع راية الإسلام وتحملتا عبء الدفاع عن ممتلكات المسلمين. ولما كان الباحثون المحدثون المهتمون بدراسة تاريخ المغرب العربي قد ركزوا جُلٌّ اهتمامهم على دراسة الظاهرة السياسية، وأهملوا دراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ودورهما في الأحداث السياسية، أو أنهم أشاروا اليها إشارات عابره، فقد وجدت إن دراسة تأثير تلك الجوانب في مدن مهمة مثل مدينة مراكش، دراسة تستحق البحث. وقد اعتمدت هذه الدراسة على جملة من المصادر، كان بعضها ذا فائدة كبيرة لا غنى عنها ولبعضها فائدة ثانوية، وقد تنوعت اتجاهات تلك المصادر فمنها : الجغرافية، والتاريخية، وكتب التراجم والطبقات، فضلاً عن المراجع الحديثة. أرجو أن تحقق دراستي هذه الهدف الذي أعدت من أجله وهو تعريف الشباب العربي الواعي بجوانب مشرقة من سيرة أمتنا المجيدة من خلال تسليط الضوء على واحدة من المدن العربية المهمة ألا وهي مدينة مراكش الحمراء التي أصبحت مركز إشعاع حضاري بعد أقل من سبعين عاماً على تأسيسها فأن أصبت فهو قصدي ومبتغاي وأن أخطأت فحسبي أن لي أجر المجتهد.