إن للمنطق تاريخاً طويلاً منذ نشأته الأولى إلى يومنا هذا، ووجهات نظر عدة في تناوله، كأي علم من العلوم. ومن الصعوبة أن يشتمل كتاب واحد على كل ما فيه من موضوعات ومشكلات ومسائل. وإذا بدأنا بالمنطق اسماً وعِلماً فإننا نبدأ من اليونان، لكن هذا لا يمنع من أن نرجع به فكرةً إلى مَن هُم...
إن للمنطق تاريخاً طويلاً منذ نشأته الأولى إلى يومنا هذا، ووجهات نظر عدة في تناوله، كأي علم من العلوم. ومن الصعوبة أن يشتمل كتاب واحد على كل ما فيه من موضوعات ومشكلات ومسائل. وإذا بدأنا بالمنطق اسماً وعِلماً فإننا نبدأ من اليونان، لكن هذا لا يمنع من أن نرجع به فكرةً إلى مَن هُم أقدم منهم. وهذا الموضوع يشغل مؤرخي العلوم والباحثين في نشأتها. فكم من إشارةٍ في الشرق أصبحت علماً في الغرب. إذا قسمنا الفلسفة على مباحث أو حقول كان المنطق منها، لكن التركيز فيه يختلف من فيلسوف لآخر. فكثير من الفلاسفة التقليديين قد كتبوا في المنطق بوصفه مبحثاً مهماً من مباحث الفلسفة، فكانوا فلاسفة مناطقة. وآخرون كان لهم دراية به، لكنهم لم يكتبوا فيه. وكذلك الفلاسفة المحدثون والمعاصرون، منهم من كتب في المنطق فبرع وأبدع، ومنهم من شغلته المباحث الأخرى عنه. وقد برز على مر التاريخ نقاد للمنطق، للمنطق كله أو لأجزاء منه. وكان هذا النقد يؤخذ بالحسبان عند الدارسين والمهتمين. وقد يكون النقد محفزاً لتجاوز أخطاء أو للإتيان بمنطق جديد أو الدفاع عن فكرة قديمة يراها بعضٌ أنها صحيحة. لكن، قبل الشروع بالكتابة أو إبداء الرأي في المنطق ينبغي أن يكون هناك إلمام بهذا العلم. فبعضُ مَن نقدَ المنطق لم يعرفه جيداً، وبعضٌ عرفَ فتركَ عن دراية وعلم، وبعضٌ نقد جزءاً منه وطور ما يُمكن أن يُطور منه.