تتوجّه إلى علم الاجتماع الديني، المحكوم بالأُطر النظرية الكلاسيكية، الذي طالما ساند أطروحات أفول المقدّس، واكتساح العَلْمنة، وانحسار الدين، انتقادات جمّة بشأن قصور أدواته عن الإحاطة بالواقع الديني الراهن. ومن هذا الباب، تعالج الأبحاث الواردة في هذا الكتيّب الموضوع...
تتوجّه إلى علم الاجتماع الديني، المحكوم بالأُطر النظرية الكلاسيكية، الذي طالما ساند أطروحات أفول المقدّس، واكتساح العَلْمنة، وانحسار الدين، انتقادات جمّة بشأن قصور أدواته عن الإحاطة بالواقع الديني الراهن. ومن هذا الباب، تعالج الأبحاث الواردة في هذا الكتيّب الموضوع بمناهج مستجدّة. في جانب من تلك الأبحاث تعالج سوق الدين في أمريكا، التي تتميز بحيويتها العالية وتحرّر أنشطتها، جرّاء تطوّر مفهوم الدين المدني، فضلا عما يتسرّب إليه الدين نحو شتى أطراف النسيج الاجتماعي. كما تتابع الأبحاث، من جانب آخر، الواقع الديني الأوروبي، الذي ما فتئت مؤسّسة كنَسيّة واحدة، ذات لون كاثوليكي، أو لوثري، أو أنغليكاني، تحتكر الفضاء في مجمل أقطاره. وقد لا تقنع تلك المؤسسة بما تنعم به من حظوة من قبل الدولة، بل تعمل جاهدة للتضييق على نظيراتها من التقاليد الدينية الأخرى. بات القول بتراجع الدين أو تمدّده على المحك، جراء اختبار الوقائع ضمن اقتصاد الاعتقاد، الذي بقدر ما ينشغل بمستهلكي الدين والمزوِّدين به، يولي الفضاءَ الحاضنَ عناية أيضا، من حيث احتكار النشاط فيه أو تحرّره. ومن هنا تُقدَّر وتُقيَّم مستويات الركود والحراك في الحقل الديني.