هناك اتجاهان حكما تطور وتعامل السينما الوثائقية مع الواقع ، وقد انعكس تأثيرهما حتى على تطور السينما الروائية , الاتجاه الأول يرى أن السينما الوثائقية مرأة تعكس الواقع من دون تدخل من المخرج أو الممثل وعبر عن هذا الاتجاه منظرون كبار مثل الألماني زينفريد كراكاور ، والفرنسي...
هناك اتجاهان حكما تطور وتعامل السينما الوثائقية مع الواقع ، وقد انعكس تأثيرهما حتى على تطور السينما الروائية , الاتجاه الأول يرى أن السينما الوثائقية مرأة تعكس الواقع من دون تدخل من المخرج أو الممثل وعبر عن هذا الاتجاه منظرون كبار مثل الألماني زينفريد كراكاور ، والفرنسي أندريه بازان ، انطلاقا من تحليليهما المجموعة من الأفلام الوثائقية في بداية القرن العشرين مثل أفلام الأمريكي روبرت فلاهرتي نانوك رجل الشمال » و « رجل من آران . . واعتبرا أن ما يميز هذين الفيلمين هو تصويرهما للواقع المباشر من خلال أسلوب الملاحظة الطويلة ، وليس المونتاج . لكن هذا المفهوم الذي يعطي الواقع الأولوية ، كان يتجاهل حقيقة أن غياب شخصية المولف ، وغياب وجهة نظر المخرج خاصة ، تفقد الفيلم قيمته الفنية ، لأنه من غير الممكن النظر الى الواقع نظرة مجردة عن كل ما يحيط به ، نظرة تستوعب العلاقات الموضوعية المتبادلة فيه . فعندما يجد المخرج / المؤلف أمامه واقعا أمينا معينا يريد التحبير عنه فإنه يحدد الموضوع ويختار الحقائق والوقائع المتعلقة به ، وهذا الاختيارالا يمكن أن يكون سلبيا ومعزولا عن ثقافة ووعي وحساسية الفنان الاتجاه الثاني ينظر إلى الواقع لا بوصفه هدفا ، بل كطريق للوصول إلى الهدف وهو التعبير الفني عن الواقع من قبل الفنان ولكن من خلال مادة الواقع نفسه التي تستخدم كوسيلة وليس كغاية بحد ذاتها .