الطغاة يزرعون قيم الأستبداد الجائرة في المجتمع محل القيم الأصيلة والشريفة ومن بعد أن يتلوث المجتمع برمته يأخذ الطاغية بشتم شعبه وأحتقاره بأعتباره شعبا ناكرا للجميل , متقلب , متجنب للمخاطر , شديد الطمع , يتمسكون بالحاكم مادام الأخير يفيدهم و يبذلون الدماء و الحياة من أجل...
الطغاة يزرعون قيم الأستبداد الجائرة في المجتمع محل القيم الأصيلة والشريفة ومن بعد أن يتلوث المجتمع برمته يأخذ الطاغية بشتم شعبه وأحتقاره بأعتباره شعبا ناكرا للجميل , متقلب , متجنب للمخاطر , شديد الطمع , يتمسكون بالحاكم مادام الأخير يفيدهم و يبذلون الدماء و الحياة من أجل الطاغية مادامت يد الطاغية في فم الشعب . يلجأ بعض الطغاة إلى عقد الصداقة مع صنف من الشعب ليوسع من دائرة الولاءات له , صداقة قائمة على أساس المال و الطمع , وهي بالتأكيد صداقة لا أساس لها من النبل و عظمة الروح الإنسانية , صداقة زائفة , مرحلية , تعقد بالمال وحده و ليست أمينة موثوقة , رغم أن هذه الصداقة من وجهة نظر الطاغية ترتبط بسلسلة من الالتزامات . ثمة ثلاثة شروط يلتزم بها الدكتاتور ويطلب توفرها لكي يقبض على السلطة المطلقة :
1- الأخلاص لنظام الدولة .
2- الكفاءة لأداء مهام الوظائف بعد أختياره العناصر المخلصة له .
3- العدالة في المعنى الذي يتفق مع نظام حكمه .
و يناضل الدكتاتور من أجل تعليم شعبه ( حب ) دولته …
مشكلة الدكتاتور أنه يفترض – وهذا صحيح – أن غالبية الناس ليسوا من مرائين و المنافقين و الكذابين و المخادعين و أنهم تبعا لذالك لا يشكون في نواياه … وعندما يمارس الطامع بالسلطة المراء والنفاق و الكذب و الخدعة و الحيلة ضد شعبه ورفاقه و أنصاره و أعوانه بدرجة عالية من الذكاء والبراعة , تتوقف هذه الجهود عند نتائج معينة وهي الحصول على سلطان مطلق , ولكن سرعان ما يفقد الدكتاتور 0 خيوط ) لعبته عندما يلجأ أنصاره وأعوانه وشعبه كله إلى نفس أساليبه ويستخدموها بنجاح , تلك معظلة الطاغية .